ورد الان .. الحوثيون يعلنون استعدادهم لوقف الحرب ومعالجة مخاوف السعودية وضمان مصالحها في اليمن
الاول برس – متابعة خاصة:
أعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، ولأول مرة، رسميا، استعدادها لوقف الحرب من جانبها، ومعالجة مخاوف السعودية وضمان مصالحها في اليمن، فور قرار المملكة وقف العمليات العسكرية للتحالف في اليمن.
جاء ذلك في خطاب متلفز لرئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” لسلطة الحوثيين وجناح عفاش في المؤتمر الشعبي العام، مهدي المشاط، بمناسبة العيد التاسع والخمسين لثورة 26سبتمبر 1962م.
وقال القيادي الحوثي المشاط: إن جماعته على “استعداد تام ومستمر لوقف كل أشكال عملياتنا الدفاعية فور توقف كل أشكال العدوان (عمليات التحالف)”. مجددا ما سماه “حق الدفاع عن بلدنا وشعبنا”.
مضيفا: “نرفض رفضا قاطعا كل ضغط وكل تضليل وكل إجراء يهدف الى الانتقاص من حق الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وعن حريته واستقلاله” حسب ما جاء في خطابه الذي بثته قناة “المسيرة”.
وتابع القيادي الحوثي، مهدي المشاط، قائلا: “كما نجدد في الوقت نفسه الترحيب بأي جهود صادقة وضامنة لتحقيق السلام ورفع الحصار وإنهاء العدوان والاحتلال ومعالجة آثار الحرب وتحفظ لبلدنا سيادته واستقلاله”.
مردفا: “نرحب بالجهود التي تضمن مصالح بلادنا وعلى أساس أيضا من التزامنا بضمان معالجة مخاوف الجوار وضمان مصالحه المشروعة مع بلدنا”. في خطوة عدها مراقبون تغيرا كبيرا وجذريا في خطاب الجماعة.
ووجه القيادي الحوثي مهدي المشاط دعوة للشرعية ومكوناتها السياسية وقياداتها ومن سماهم “المنحرفين عن طريق الحرية والاستقلال إلى مراجعة حساباتهم والعودة إلى جادة الصواب والعودة إلى الوطن الذي يتسع للجميع”.
مضيفا: ”صدورنا مفتوحة وواسعة بسعة هذا الوطن الذي يتسع للجميع وليس لنا من شروط سوى الإيمان بحرية واستقلال هذا البلد والعمل من أجل تحرير أرضه وعزة شعبه”. معتبرا أن “استقلال القرار الوطني شرط اساسي”.
وتحدث عن ثورة 26 سبتمر بوصفها “هذا اليوم من تاريخنا اليمني الكبير” الذي قال إنه “يجب أن يكون احتفاءنا وتعاطينا معه مختلفا تماما عن كل الأنماط التي دأب عليها النظام البائد” التي اتهما بافراغها من جوهرها.
وقال: إنها “مع الأسف الشديد أحالت مثل هذه الذكرى إلى مناسبات موسمية للتضليل، وحفلات الشتائم، وتصدير الضجيج الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، والعكوف فقط على تضخيم الذات الفارغة، وكأنه قد خرق الأرض أو بلغ الجبال طولا”.
مضيفا: “مرّ على هذه الثورة قرابة الستين عاماً، غير أننا وفي كل ذكرى ومناسبة لم نحاول يوما أن نسأل لماذا بقيت بلد السادس والعشرين من سبتمبر تراوح مكانها ضمن قوائم الدول والبلدان الأكثر فقرا وفسادا؟”.
وتابع: “في المقابل لم نسأل ايضا لماذا رأينا البلدان الأخرى كالصين وماليزيا تتقدم إلى الأفضل؟”. مجيبا: “لأن هذه البلدان اعتزت بنفسها، وتمسكت بقرارها، وامتلكت أنظمة تقدس أوطانها وشعوبها”.
معتبرا أن هذه الدول وجدت “قادة رجالاً لا يبيعون أوطانهم على الرصيف، ولا يحولون بلدانهم إلى حدائق خلفية لأحد، ولم يرهنوا قرارهم الوطني لقاء ثمن بخس، ولم يغرقوا في وحل الفساد ونهب المقدرات، وتحويلها إلى مدن سكنية، وشركات وأرصدة بنكية في الخارج، ولم يصفقوا يوما لحصار بلدهم، وقصف شعبهم، واحتلال أرضهم، كما هو حال المرتزقة اليمنيين اليوم”. حسب تعبيره.
ولفت إلى أنه “سبق السادس والعشرين من سبتمبر ظروف وإرهاصات وعوامل أعلنت على أساسها الأهداف الرامية إلى تحقيق التغيير والتطوير، وكان يمكننا وفق الآمال والتوجّهات الخيرة أن نرى يمناً عزيزاً وقوياً مثله مثل أي بلد آخر لو لم يتعرّض هذا اليوم التاريخي -مع الأسف- لطعنات غادرة من قِبل أبناء غير بررة، أهدروا قرار البلاد واستقلالها، وما دروا أنهم بذلك أهدروا كل فرص البناء على مدى كل هذا العمر الطويل”.