شاهد .. سياسيون يشككون بصحة “البيان المريع” المنسوب لمحور تعز بشأن الالتحام مع قوات طارق ويحذرون
الاول برس – متابعة خاصة:
قوبل الاعلان المنسوب لمتحدث الجيش الوطني في محور تعز عن توحيد المعركة والتحام الجيش مع قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” التي يقودها طارق عفاش بتمويل امارتي في الساحل الغربي، بموجة استنكار وغضب واحتجاج، تطلب محور تعز التراجع عن الاعلان.
وفجر اعلان متحدث الجيش الوطني بمحور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، الالتحام مع قوات طارق عفاش الممولة من الامارات في مدن الساحل الغربي المحررة، موجة غضب ورفض شعبي وسياسي واسعة، باعتبارها خديعة وفخ للجيش من ناحية وتعني التفريط بدماء عشرات الالاف من اطفال ونساء تعز الذين قتلتهم قوات طارق عفاش.
لم يتقبل سياسيون الاعلان مشككين في صحة البيان المنشور على الحائط الرسمي لمتحدث محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، بقولهم: “لا يمكن للجيش الوطني ان يتحالف مع قاتل اطفال ونساء وشباب تعز، وقائد مليشيا متمردة على الجمهورية والشرعية، ويجاهر بولائه المطلق للامارات واجندة اطماعها المعلنة في سواحل اليمن وموانئه وجزره”.
مؤكدين أنه “لا يمكن ان تكون هذه الخيانة من الجيش الوطني”. بينما عبر البعض عن عجزه “استيعاب حدوث مثل هذا، او رضوخ الجيش الوطني لاملاءات الامارات والتحالف إلى هذا الحد”. واستنكر كثيرون مد الجيش الوطني يده لمتهم بقتل الآلاف من ابناء تعز ونسائها واطفالها قنصا طوال سنين الحرب ابان التحالف الحوثي العفاشي ضد الشرعية.
وقال الناشط السياسي والحقوقي البارز، خالد الانسي، محذر من هذا التقارب الذي سعى اليه طارق، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” محذرا: “لم يغادر طارق عفاش صنعاء ليقاتل الحوثي وإنما غادرها لكي يسقط تعز ويستولي عليها تحت راية الامارات بعد ان عجز عن اسقاطها تحت راية ايران ولذلك تموضع على تخوم تعز مش حول صنعاء”.
من جانبه، خاطب العميد فيصل الشعوري دعاة “توحيد الصف الجمهوري” بتغريدة قائلا: “بلغوا فريق توحيد الصف وعلى رأسهم المسوري وقولوا لهم أن توحيد الصف يأتي من الخنادق وليس من الفنادق ويأتي من الداخل وليس من الخارج وبلغوهم أيضا أن توحيد الصف يحتاج إلى إرادة وطنية بمفاهيم جمهورية ومعايير ثورية تنطلق من منطلق المسؤلية والإيمان المطلق بعدالة القضية”.
وبدوره قال الناشط حسين محمد اسماعيل، في تغريدة على موقع “تويتر” : إن “الاتفاق بين الذي تم بين الدانق (تعني: الرخيص) طارق عفاش ومحور تعز يعتبر فخ ومؤامرة لتعز وابنائها، وله اهداف سياسية مؤدلجة بعيدة المدى ومخطط لها مسبقا من قبل الامارات، وسيتم من خلال هذا الاتفاق تسليم تعز للامارات بطبق من ذهب”. مردفا بهشتاق: #طارق_عفاش_طوق_بيد_الاماراتي.
من جهتها، نوهت الناشطة حنان الفاشق بموقف قيادات في المقاومة الشعبية في تعز بقيادة الشيخ حمود المخلافي والتي “تقول أن أي تقارب مع قوات طارق عفاش يعني تسليم المدينة للإمارات”. وايدها الناشط بحساب “ابوبديع الهمداني” قائلا: “تارك تنفاش، الحوثي، والانتعالي لافرق بينهم فكلهم اعداء الوطن، وينسقون ويتبادلون الادوار بينهم..والحقيقة واقعة وماثلة للعين”.
وبرز بين أهم اسباب رفض العديد من السياسيين والناشطين لما يسمى “التحام الجيش الوطني مع قوات طارق عفاش”، أن الاخير متمرد على الشرعية وولاؤه للامارات وقاتل سفاح قتل وجرح الآلاف من اطفال ونساء تعز، ومن هؤلاء الناشط بحساب “عبدالله” ايد رفض اي تقارب بين الجيش وطارق، قائلا في تعليق له: “صح طارق قتل اهل تعز مع الحوثي”.
يأتي هذا عقب إعلان المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني في محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، موقف قيادة المحور من زيارة وفد من قوات طارق عفاش إلى تعز، الاثنين، مؤكدا امكانية تأجيل الخلافات البينية بين مختلف الجهات والمكونات التي تقاتل الحوثيين في سبيل توحيد المعركة ضدهم. باعتبارهم “العدو الاول والاخطر للجميع”. حسب تعبيره.
جاء ذلك في بيان نشره العقيد البحر، على حائطه بموقع “فيس بوك” قال فيه: “عدونا الأول والأخطر لتعز واليمن والإقليم، هو مليشيات الحوثي ومن يساندهم دولاً أو هيئات أو منظمات .. فحتى لا نذهب بعيدا عن المعركة، وحتى لا نتوه وتنحرف بوصلة الصراع، وندخل في دوامات جديدة هامشية وصراعات جديدة جانبية، يجب علينا تذكر العدو الأول والتركيز عليه”.
مضيفا في تبرئة صفحة طارق: “غريمنا الأول والأخير؛ من انقلب ومن ينهب ومن قتل ومن خطف وشرد.. ومن اسقط الدولة ويتحمل تبعات ذلك وكل ما نتج عنه، ولا براءة لمنتهك بالطبع، لكن كل ما حصل ويحصل من بقية الاطراف سواء الداخلية او الخارجية هو نتيجة للانقلاب الأسود الدموي المشؤوم، مع عدم اعفاء الفاعل المباشر ابدا مهما كان”.
وتابع العقيد البحر: “وفي المقابل فإن كل من يقاتل الحوثية، ويقف معنا في القضاء على خطرها على الشعب والوطن، وجرائمها – وفي مقدمتها جريمة الانقلاب على الشرعية والثوابت الوطنية والخروج والتمرد المسلح على اجماع اليمنيين – فنحن واياه سواء، وشركاء، ويدنا في يده، ومصيرنا مصيره، ولا اعتبار –بعد ذلك– لإسمه أو لرسمه وصفته !”.
مؤكدا التزام الجيش الوطني بطي صفحة الماضي والجراحات البينية (جرائم طارق بحق تعز) قائلا: “سنبتعد في خط سيرنا هذا الواضح البيِّن عن المعارك الجانبية التي تستهلكنا جهداً ووقتاً وامكانيات، وفي نفس الوقت تغذي وتقوي عدونا وتعمل على بقائه واستمراره أطول مدة ممكنة، وسنغلب الحكمة ولغة العقل والمنطق والمصلحة الوطنية العليا للبلد”.
واعتبر أن قوات طارق جمهورية، والالتحام بها توحيد للصف الجمهوري، بقوله: إن الحوثي لن ينجح في “محاولة شق الصف والتذكير بالخلافات السابقة واحياء التعصبات ومحاولة زرع الفتنة (فرق تسد)، ولن يكتب له النجاح باذن الله تعالى، ثم بوعي واخلاص وحنكة وحكمة ووطنية وتعالي وتسامي الصف الجمهوري فوق جراحاتهم البينية التي يمكن تجاوزها”.
مبررا لمعارضي الالتحام مع طارق عفاش، قائلا: “وفي هذا الاطار – وحتى نضع النقاط على الحروف – فإنه اذا كانت هناك من جرائم !! فالحوثي وممارساته هو جريمة الجرائم”. في اشارة لتجاوز جرائم قوات طارق والحرس الجمهوري في تعز وصنعاء وقنصهم المدنيين طوال السنوات الخمس الاولى للحرب وقبل مصرع علي صالح بأيدي الحوثيين.
واختتم المتحدث الرسمي باسم قيادة الجيش الوطني بمحور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، بيانه بشأن التقارب بين الجيش الوطني وقوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” التي يقودها طارق عفاش، قائلا: “هذه هي معركتنا الحقيقية، وما دونها تفاصيل، ويمكن حلها، ويمكن تأجيلها، أو تجاوزها، أو .. أو .. ونستطيع ذلك بإذن الله تعالى”.
يأتي هذا عقب اعلن وكيل محافظة تعز، رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام (الموالي للشرعية) عارف جامل، عن وصول وفد عسكري تابع لقوات طارق في الساحل الغربي إلى تعز، وعقده لقاء مع قيادة الجيش الوطني في محور تعز، لتوحيد الجهود والمعركة في مواجهة الحوثيين. ما أثار ضجة وجدلا واسعا، تطغى عليه معارضة هذا التقارب.
وقال جامل، الذي سبق له أن دعا الرئيس هادي والحكومة إلى توحيد قوات طارق عفاش والانتقالي الجنوبي المدعومة من الامارات، في منشور على حائطة بموقع “فيس بوك” الاثنين: “استقبلت تعز وفدا عسكريا كبيرا لقائد المقاومة الوطنيه العميد طارق صالح والتقى بقيادات الجيش في تعز”. مضيفا:”الصف الجمهوري يتوحد نحو عدو واحد ومعركه واحدة”.
لكن هذه الدعوات قوبلت برفض سياسيين وعسكريين وناشطين، اعتبروا أن دعوة طارق وارسال وفد من قواته للقاء قيادة محور تعز “محاولة التفاف على الجيش الوطني”. وحذروا من “أطماع طارق ومن ورائه الامارات في تعز”. مؤكدين أن “طارق يسير على نهج عمه علي صالح عفاش في المراوغة والخداع والغدر والارتهان للخارج لأجل مصالحه الخاصة”.
وقاد طارق عفاش، حملة قمع كاسحة ضد الاحتجاجات المناهضة لعمه على عفاش في عام 2011. وخلال خدمته اللاحقة بصفوف قوات عمه المخلوع عام 2014، تحالف مع التمرد الحوثي، واسس معسكرا للقناصة في صنعاء، ظل يرسل منتسبيه لقنص اطفال ونساء ورجال تعز المدنيين خلال ثلاث سنوات من الحرب، حاصدا ارواح الآلاف من المواطنيين.
يشار إلى أن طارق عفاش، كان قد جدد في حوار مع صحيفة “عكاظ” السعودية، الجمعة، اتهامه قيادة الشرعية والحكومة والجيش الوطني بالفشل والعجز والتأمر، وارجع تأخر حسم المعارك إلى “افتقاد قيادة الجيش الخبرة في ادارة المعارك وفي الخطاب الاعلامي للمقاتلين، والفساد والمصالح الخاصة”. محاولا تقديم نفسه قائدا بديلا للجيش في مواجهة الحوثيين.