أخبار اليمن

شاهد .. تسجيلات ومقاطع فيديو فاضحة تنهي مستقبل “الشيخ السلفي” هاني بن بريك بالضربة القاضية (فيديو)

الاول برس – خاص:

 

كشف مسؤول حكومي سابق وعميد في الداخلية، عن انتهاء مستقبل هاني بن بريك، نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، واستعداد الاخيرة لنقله إلى لندن، عقب اثبات ادارته المباشرة لجرائم الاغتيالات والتفجيرات التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، خلال السنوات الماضية.

وأعلن العميد نصر الشاذلي، مدير مكتب محافظ عدن الاسبق جعفر محمد سعد، والذي يقيم حاليا في مدينة لوزان بسويسرا، تحريك دعوى قضائية ضد هاني بن بريك، وتسليم محامين اوروبيين ملف ادلة ادانته بالاشراف المباشر على جرائم الاغتيالات والتفجيرات في عدن.

جاء هذا في تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية اجراها مع وزارة الخارجية الاماراتية، لابلاغها بمصير هاني بن بريك، الذي يقيم في ابوظبي وتحميه الامارات، في حال ارادت ان تخلي مسؤوليتها عن جرائم القتل لسياسيين وائمة مساجد ودعاة وشخصيات امنية وعسكرية في عدن.

وأبلغ العميد نصر الشاذلي، وزارة الخارجية أنه بعث إلى بريدها الالكتروني (ايميل) وبريد وزارة الداخلية الاماراتية، يشعرهم بالبدء في تحريك دعوى قضائية ضد هاني بن بريك التي يقيم على اراضيها وتتولى حمايته في العشرات من جرائم الاغتيالات والتفجيرات في مدينة عدن.

حسب التسجيل الصوتي للمكالمة، فقد قال العميد نصر الشاذلي للخارجية الاماراتية: “أنا كنت اعمل مع هاني بن بريك في عدن، وعندي كل الادلة في الفلاش (ذاكرة) وقرص CD بكل الاغتيالات التي حصلت في عدن منذ 2016 ابتداء من محافظ عدن جعفر محمد سعد”.

مضيفا في المكالمة التي اعاد نشر تسجيلها على حائطه بموقع “فيس بوك”: إنه الادلة تشمل اثبات ادارة هاني بن بريك اغتيالات عدن بدءا من المحافظ جعفر محمد سعد، ودعاة وائمة المساجد والضباط، وكل الادلة معي وكل اصوات هاني بن بريك وهو يسلم الفلوس للقتلة والارهابيين”.

وتابع: “كل شيء عندي بالدليل. والان نحن رفعنا محامين في اوروبا واعطيناهم كل الادلة. هاني بن بريك في ورطة حقيقية وهو عايش في بلدكم وانتم من تحموه، واحنا راحت علينا ضحايا وصهري راح من ضمن التفجيرات، قتله هاني بن بريك بأربعة مليون ريال يمني دفعها للارهابيين”.

ناصحا الامارات بقوله: “عندي كل الادلة “والمكالمة مسجلة عندك وانا عارف انها مسجلة عندك، ورقمي عندك .. وعندي كل الادلة على هاني بن بريك، والان قريبا المحامين الاوروبيين سيوصلوه إلى الجمعيات الدولية الاسبوع القادم بإذن الله، إذا تريدون ان تخلون مسؤوليتكم اخرجوه من بلدكم”.

مضيفا: “هذا (هاني بن بريك) العالم كله يدورون له. اليمنيين انفسهم في عدن يبحثون عنه، لا يستطيع ان يدوس ارض اليمن. سيقتله اليمنيون”. وأكد أنه بعث ما يقارب 20 ايميلا في العشرين من نوفمبر الجاري، منها ايميلين لكل من وزارتي الداخلية والخارجية الاماراتية”.

وفي حين عقب موظف الخارجية الاماراتية على حديثه بقوله: “خلاص ان شاء الله هم بايردون عليك، طال عمرك”، أكد العميد الشاذلي أن “المهم المكالمة مسجلة عندك .اعرضها على كبار المسؤولين، إذا يريديوا يتحدثوا معي. ارسل لي رقم عبر الايميل وانا سأتحدث معكم”.

مبديا استعداده أن “أسمعكم كل شيء، اصوات هاني بن بريك وهو يتفاوض مع القتلة على الفلوس، كم على محافظ عدن، وكم على الشيخ الراوي، وكم على الشهيد احمد الادريسي وكم لكل الاغتيالات، وبالفيديو كمان صوروه، مصور في شقة بمدينة انماء مديرية المنصورة بعدن”.

واختتم العميد نصر الشاذلي، الذي سبق أن تعرض لتهديدات من عناصر تابعة لما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” بالقتل على خلفية كشفه جرائم المجلس وقياداته، بقوله: “تمام وبلغوا هذا للشيخ هاني بن بريك اللي عامل نفسه شيخ وهو قاتل وسفاح. تحياتي لكم مع السلامة”.

معلقا على نشره تسجيل المكالمة، بقوله: “الرجولة تحتاج الى الشجاعة والشجاعة تحتاج الى الايمان بالله … قل لن يصيبنا الا ماكتبه الله لنا … لا نخشى البشر، نخشى الله وحده. نحاربهم الى داخل ديارهم بكل شجاعة وكبرياء وفخر، ونقول لهم من الرجولة ان لا تأتي لخصمك من الخلف وانما واجهه وجها لوجه”.

وتعرض العميد نصر الشاذلي، في محل اقامته بمدينة لوزان السويسرية، لاعتداء بالضرب من قِبل بلاطجة يتبعون الإنتقالي، وفقاً لمقربين. عقب اتهامه المجلس الانتقالي بالوقوف وراء محاولة اغتيال محافظ عدن احمد حامد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري بسيارة مفخخة في عدن.

يأتي هذا التحرك القضائي ضد هاني بن بريك، بعد مضي ثلاث سنوات على اعلان النيابة العامة في عدن أن “التحقيقات تكشف ضلوع هاني ابن بريك بالتخطيط لعمليات اغتيال دعاة وسياسيين في اليمن”. ونشرها محاضر اعترافات المتهمين فيها بتلقيهم الاوامر بصورة مباشرة من ابن بريك.

وأظهرت التحقيقات مع المتهمين باغتيال الداعية السلفي، وأحد قيادات المقاومة الشعبية في الجنوب ضد الحوثيين، الشيخ سمحان عبدالعزيز راوي، مطلع العام 2016 في عدن، أنهم تلقوا اوامر قتله بصورة مباشرة من هاني بن بريك، وتبعت جريمة اغتياله سلسلة اغتيالات باشرافه المباشر.

تضمنت اعترافات المتهمين – حسب محاضر التحقيق التي جرى تسريبها لوسائل الاعلام في العام 2019م- أن نائب رئيس المجلس الانتقالي في الجنوب هاني بن بريك أرسل صور الشيخ راوي للمتهم الأول ويدعى حلمي جلال عبر تطبيق الواتس باعتباره الهدف المراد تصفيته.

واعترفت خلية اغتيال الراوي أنها “تسلمت أربع قطع آلي رشاشة روسية الصنع إضافة إلى سيارتين ومبلغ مليون ريال لكل واحد مكافأة على الاغتيال مقدمة من هاني بن بريك عبر شقيقه صلاح، وأن المتهم الاول حلمي كان يلتقي هاني بن بريك في معسكر التحالف على طريق البريقة”.

كما أظهرت الإعترافات أن المتهم الأول حلمي جلال استخدم في اغتيال الشيخ الراوي مسدسا من نوع (تاتا) لونه أسود، صُرف له شخصيا من هاني بن بريك، وتم التخلص منه لاحقا عبر بيعه من قبل أحد المتهمين. كاشفين تفاصيل التخطيط مع ابن بريك لاغتيال الشيخ سمحان راوي.

وقال المتهم الثاني سمير مهيوب في اعترافاته: “قام هاني بن بريك بإرسال صور الشيخ الراوي لحلمي باعتباره الهدف المراد تصفيته وقد ذهبت أنا وحلمي وعبد الله إلى ساحل البريقة وخزنا هناك وتكلم معنا حلمي أثناء ما كنا مخزنين بأنه سيذهب إلى الشيخ الراوي في مسجد ابن القيم”.

مضيفا: “وسيتحدث معه على أساس أن هناك صديق له تاركا للصلاة ويريد مساعدته للنصح وأن هذا الشخص هو عبد الله صديقنا، وذهبنا في نفس اليوم ودخلنا أنا وحلمي نصلي بالمسجد بينما عبد الله ظل خارج المسجد فوق السيارة وكان الشيخ الراوي موجودا في صلاة العشاء ولم يكن هو الأمام”.

وتابع: “وبعد أن خرجنا من صلاة العشاء ذهب حلمي للشيخ الراوي وقال له بأنه من سكان البريقة أو كان يسكن في البريقة وأنه قد سمع بالشيخ الراوي وأنه شخص صاحب دعوة وأسلوب في النصح والإقناع وقد أخبره بأن له صديق لا يصلي ويتضايق عند سماع القرآن ويطلب من الشيخ أن ينصحه بالصلاة”.

موضحا: أنه ابلغ الشيخ راوي انصديقه موجود خارج المسجد ولم يدخل للصلاة، فاخبره الشيخ راوي أن يحضر هو وصديقه في اليوم التالي وكان يوم جمعه، فذهبنا المسجد نصلي صلاة الجمعة وكان الشيخ الراوي يخطب عن الاغتيالات والتفجيرات وقال إنها محرمة وبعد انتهاء الخطبة والصلاة ذهبنا إليه نحن الثلاثة”.

حسب اعترافات المتهم سمير مهيوب، فإنهم “سلمنا عليه وبجانبه أناس وأولاده وبعض المصلين، فأخبره حلمي وأشار إلى عبد الله على أساس أنه الشخص الذي لا يصلي وبحاجة للنصيحة، فدعانا الشيخ الراوي للغداء في منزله، لكن حلمي اعتذر له بحجة أنه مشغول واتفقنا مع الشيخ على اللقاء اليوم التالي وتناول العشاء سويا”.

مضيفا: “في اليوم التالي خزنا نحن الثلاثة في العصر ومع صلاة العشاء توجهنا إلى مسجد ابن القيم وجلسنا هناك وبعد الصلاة سلمنا على الشيخ الراوي وحسب الاتفاق أن نتناول العشاء جميعا، فخرجنا إلى السيارة وتحركنا سويا وفي الطريق لم نحدد المكان الذي سنتناول العشاء فيه وقال له حلمي: أين نتناول العشاء يا شيخ؟”.

وتابع: فرد عليه: في بانافع.. فقال له حلمي: إيش رأيك في الكوثر في عبد العزيز؟ فوافق الشيخ الراوي فتحركنا إلى مديرية الشيخ عثمان فتعشينا وبعد تناول العشاء قال حلمي لعبد الله هل أوصلت فلوس الجمعية حق خالتك في الممدارة رد عليه عبد الله: أنا نسيت، فقال حلمي له خلاص بانتحرك بسرعة لإيصالها”.

مؤكدا: “وحينها وافق الشيخ الراوي على ذلك وأثناء ما وصلنا إلى الممدارة أوقفت السيارة لأني كنت أقودها بالقرب من بيوت الجيش كان الشيخ الراوي بالكرسي الأمامي بجانبي وحلمي خلف كرسي الشيخ الراوي وعبد الله خلفي، فنزلت حسب الاتفاق ورجعت بعدها وتحركنا إلى خط المشروع بالقرب من مدرسة الراشد على أساس أننا عائدون”.

وقال: “وأثناء ما صعدنا على مطب قام الشيخ الراوي يمسح وجهه بالكشيدة وقال لا إله إلا الله وبعدها بمسافة بسيطة قام حلمي بإطلاق طلقة على الراوي من الخلف وقام بتمديد الكرسي حق الشيخ الراوي ومشينا ونزل حلمي وقام بقيادة السيارة بدلا عني وأنا رجعت الكرسي الخلفي بجانب عبد الله وكنا نقول لحلمي: المسدس مشحون؟ فرد: لا أحد يمسكه”.

مضيفا: “وبعدها تحركنا إلى الخط الخلفي للملعب بعد أن قام حلمي بتصوير الشيخ الراوي بعد تنفيذ عملية القتل وهناك أوقف حلمي السيارة وأخرج ما بحوزة الشيخ من أوراق وفلوس وهواتف وبطاقة شخصية وأخذها وانتظر بالخط حتى أصبح الطريق خالياً، فقام بإخراج جثة الشيخ الراوي ووضعها على الطريق وتحركنا بعدها إلى الممدارة لاستبدال السيارة”.

وأوضح أن “السيارة التي نفذت بها عملية القتل هي كيا-ريو لون أبيض شنطة، وتم استبدالها بسيارة أخرى وهي سيارة أخو هاني بن بريك صلاح وهي نوع توسان حمراء ووضع السيارة الكيا أمام منزل صلاح بن بريك وأخذنا السيارة التوسان وتحركنا في خط الممدارة وأثناء مرورنا على الخط قام حلمي برمي وثائق وبطائق الشيخ الراوي إلى قمامة كانت تحترق وقام بتكسير الهواتف”.

أكدت محاضر التحقيق والاعترافات الاتهامات التي ظلت توجه من سياسيين وحقوقيين للامارات بمسؤوليتها والعناصر التابعة لها في عدن عن جرائم الاغتيال التي طالت، في الفترة من 2015 وحتى 2018، نحو 103 شخصيات من أبناء مدينة عدن المناهضين للأجندة الإماراتية في جنوب البلاد، وأثبتت أن هاني بن بريك مسؤول عن اغتيال 30 داعية سلفيا واخرين من حزب الاصلاح.

حسب اعترافات الجناة، فإن هاني بن بريك كُلّف بتشكيل فريق اغتيالات لتصفية قائمة حوت 25 اسما، من الدعاة وخطباء وأئمة مساجد في العاصمة المؤقتة عدن، على رأسهم الشيخ سمحان العريقي، المعروف بالشيخ “الراوي”، لمعارضتهم الأنشطة الإماراتية في عدن، وجرى اغتيال 23 منهم ابتداءً من الأشهر الأولى التالية لدحر الحوثيين من مدينة عدن في يوليو 2015 وحتى مارس 2019م.

ووفقاً لإحصائيات حقوقية، فإن خطباء وأئمة المساجد الذين جرى تصفيتهم خلال هذه الفترة، 12 منهم محسوبون على التيار السلفي، و4 من المحسوبين على حزب “الإصلاح”، الذي تعتبره أبوظبي وحلفاؤها خصماً سياسياً في مناطق نفوذها، ومثّلت هذه القائمة جزءا من أكثر من 100 واقعة اغتيال شهدتها المدينة، ووثّقها تقرير حقوقي لمنظمة سام للحقوق والحريات، التي يقع مقرها في جنيف.

أكدت اعترافات الجناة المثبتة في محاضر التحقيق، أكدوا إن “هاني بن بريك كان يلتقيهم في معسكر يتبع الإمارات في منطقة البريقة بعدن، وذلك للتخطيط لعمليات الاغتيال، وأنهم كانوا ضمن فريق يتبعون الحزام الأمني، الذي قامت الإمارات بتشكيله في وقت سابق”. وتضاف هذه الاعترافات إلى التسجيلات الصوتية والفلمية لهاني بن بريك، التي صرح عنها العميد نصر الشاذلي.

لكن هذه التحقيقات كشفت جانبا عن تورط الأذرع الإماراتية في اليمن، بينما كشف تحقيق استقصائي منتصف اكتوبر 2017م، أجرته وكالة “باز فيد نيوز” الأمريكية عن تورط أبو ظبي وأذرعها في عمليات الاغتيال، عن تعاقد الحكومة الاماراتية مع شركة تعهدات أمنية خاصة تدعى “مجموعة عمليات الرمح” أسسها الهنغاري الإسرائيلي أبراهام غولان في ولاية ديلاوار الأمريكية.

وكشف التحقيق أن الامارات تعاقدت مع الشركة للقيام بأجندة تتضمن عمليات اغتيال لأعضاء من حزب الإصلاح وغيرهم في مدينة عدن اليمنية، وكانت أول عملية لشركة “الرمح”، استهداف رئيسَ حزب الإصلاح في عدن القيادي أنصاف علي مايو، في 29 ديسمبر 2015، والتي باءت بالفشل رغم تنفيذها لخروج انصاف مايو من الاجتماع قبل 10 دقائق من تنفيذ العملية.

في هذا، نقلت وكالة “باز فيد” عن إبراهام غولان قائد الفريق الذي نفذ العملية ضد انصاف مايو، قوله: “كان هناك برنامج اغتيالات في اليمن، كنت أديره وقمنا به، ووافقت عليه الإمارات ضمن التحالف. كانت المعلومات قد وردت بأن اجتماعا يجمع أنصاف مايو بأعضاء من الإصلاح في مقر الحزب بعدن، لكن أنصاف مايو خرج قبل 10 دقائق من العملية، ما أفشل الهجوم”.

وشملت المعلومات التي تضمنها التحقيق الاستقصائي، اعترافات خطيرة للمرتزقة في شركة الرمح، وتفاصيل بشأن بعض الشخصيات المستهدفة، تصبّ في مجملها في تأكيد مسؤولية الإماراتيين المباشرة عن جرائم وحوادث دامية شهدتها عدن ومدن أخرى جنوبي البلاد، منذ سنوات. وهو ما أكده -لاحقا- مسؤول امني يمني لوكالة “أسوشيتد برس” الامريكية، حسب ما نشرته بتقرير لها.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى