ورد للتو .. الرويشان يخاطب لأول مرة طارق عفاش ويكشف خفايا قصف الجيش في شبوة
الاول برس – خاص:
وجه وزير الثقافة والسياحة الاسبق، السياسي والاديب المعروف، خالد عبدالله الرويشان، ولأول مرة، صفعة لاذعة لطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الموالية للامارات بالساحل الغربي، وكشف خفايا صادمة عن قصف قوات الجيش في شبوة.
وقال خالد الرويشان مخاطبا طارق عفاش، في تدوينة على حائطه بموقع “فيس بوك” فجر اليوم: “بالأمس تحالَفتَ مع الحوثي نكايةً وخيانةً واليوم تحالَفتَ مع التحالف!. قد يكون هذا مفهوماً، لكن ، حذار أن ترفع صوتك على من قال لا للحوثي من البداية وما يزال!”.
مضيفا بنبرة حازمة: “الزَم حدودك واعرف مقامك!”. ما أثار تفاعل عشرات الالاف من اليمنيين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، بين غالبية مؤيدة وأقلية معارضة، هذه الحدة اللاذعة في الخطاب، ردا على اتهامات طارق عفاش للشرعية بالتفريط والخيانة.
وفي تدوينة اخرى بعنوان “نيران صديقة للمرّة الألف!”، كشف الرويشان خفايا القصف الجوي الذي استهدف قوات الجيش الوطني في مديرية مرخة العليا بمحافظة شبوة، الخميس، قائلا: ” التحالف يقصف الجيش اليمني .. يقصف جيش الرئيس هادي في شبوة بالصواريخ!”.
مضيفا: “ليست المرّة الأولى ولا يبدو أنها ستكون الأخيرة!. وأردف: “ليس سراً أن انسحاب الجيش من نِهْمْ وتخوم صنعاء قبل ثلاث سنوات كان بسبب النيران الصديقة الغادرة بالدرجة الأولى!. لكن البعض لايريد أن يعترف بذلك، والأسوأ أنه لايريد حتى أن يتذكر!”.
وتابع الرويشان بحسرة تراجعت معها دبلوماسيته، قائلا: “وانسحب الجيش من تخوم عدن قبل سنتين بعد ضربهِ بصواريخ التحالف وحرق 300 ضابط وجندي في عز الظهر من قِبَل الإمارات التي اعترفت بذلك ، بل وبكل بجاحة هدّدت في بيان بمزيد من الضرب للجيش!”.
مردفا: “كان الجيش على أبواب صنعاء وعدن لاستعادتهما!. لكن التحالف كان بالمرصاد في الحالتين!. التحالف غريب الأطوار والنوايا والأفعال، وهاهو التحالف للمرّة الألف وقبل ساعات يضرب الجيش الوطني فجأةً في شبوة بالصواريخ ويقولون نيران صديقة!”.
وعبر وزير الثقافة والسياحة الاسبق، خالد الرويشان عن اسف اكبر يتجاوز ما حدث إلى ما بعد هذا الاستهداف المتكرر من التحالف لقوات الجيش، بقوله: “لن يعتذروا .. وإذا اعتذروا لن يعاقبوا!. وإذا عاقبوا لن ينفذوا عقاباً وسيضربون الجيش من جديد! عرفناهم وخبرناهم”.
لكنه في المقابل، حمل مسؤولية حدوث هذا، قيادة الشرعية بسلطاتها الثلاث، الرئاسة والبرلمان والحكومة، بقوله: “سبع سنوات تُعلّم الحجر!. لكن قيادتنا الشرعية أقسى من الحجارة!. لأنّ من الحجارة لما يخرج منها الماء، وهذه قيادة بلا ماء وبلا دم وبلا حياة!”.
ورد على تعليقات المدافعين عن التحالف، بقوله: “المُفترض أن يرد التحالف على الجزيرة وليس أن تردّوا أنتم هنا .. أرجوكم يا أصدقائي .. أقصد بعض الإخوة المعلقين!. لماذا قد تكذب الجزيرة في هذا الخبر وقد أصبحت علاقتها بالسعودية اليوم أفضل من أي وقت!؟”.
يأتي هذا عقب ساعات على تعرض قوات لواء حماية المنشآت التابع للجيش الوطني، في منطقة مرخة العليا بمحافظة شبوة، لقصف جوي، شنه طيران التحالف العربي، مساء الخميس، وأسفر عن سقوط 15 شهيدا وعشرات الجرحى، في محصلة اولية، حسب تأكيد مصادر ميدانية.
بالتزامن، اكدت مصادر محلية واعلامية، في وقت سابق، بأن “أكثر من 70 قتيل وجريح من قوات الوية العمالقة تم إسعافهم لمشافي مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة عقب تعرضهم لغارات جوية في معسكر خَمومَة بمديرية مَرَخَة السُّفْلى، المحاذية لمحافظة البيضاء”.
وأفادت بأن القصف الجوي للمعسكر خلف 27 قتيلا وما يقارب 41 جريحا بإصابات متفاوتة بين متوسطة وخطيرة، دعت إدارة مستشفى عتق إلى اطلاق نداء استغاثة للتبرع بالدم لعشرات الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى، الخميس، جراء غارات جوية”.
موضحة أن “القصف جاء بعد ساعات من سيطرة قوات العمالقة على المعسكر، بعد ان دفعت قوات العمالقة بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة شبوة لإعادة الانتشار فيها بزعم تحرير مديريات بيحان وعين وعسيلان الاستراتيجية من قبضة الحوثيين:.
وحسم عميد عسكري سعودي، الجدل المثار بشأن هوية جهة استهداف قوات الجيش ومنتسبي الوية “العمالقة الجنوبية” الموالية للامارات في محافظة شبوة، وكشف علنا، استهداف طيران تحالف هو المنفذ بدعوى “الزام جميع الاطراف بتنفيذ اتفاق الرياض”.
وقال العميد حسن الشهري في حديث عبر الاقمار الاصطناعية مع قناة “سكاي نيوز” الاماراتية، إن طيران التحالف انذر الاطراف المتصارعة في شبوة، بأنه سيقصفها في حال لم تلتزم بتنفيذ اتفاق الرياض وتخلي مواقعها المحددة بحسب الاتفاق.
من جانبه، علق الناشط السياسي والإعلامي البارز، أنيس منصور، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”، على الغارات، بقوله: إن “قصف طيران التحالف لقوات الجيش الوطني في شبوة بداية تصفية الجيش التابع للشرعية”.
ودعا إلى “ترك مصطلح غارة خاطئة للتحالف”، معتبرا أن الغارة التي استهدفت لواء حماية المنشآت بأنها “متعمدة مع سبق الاصرار والترصد والتخطيط”. مشيرا إلى أن “مسار المعركة القتالي في الميدان معروف لدى التحالف ومواقع الحوثيين بعيدة”.
بدوره، أتفق الصحفي مجاهد السلالي مع منصور في أن “مواقع الحوثي بعيده عن مواقع الجيش الوطني وكان واضحاً قصف طيران حربي للتحالف وانتقاء الاستهداف يعزز انها متعمدة”، بقوله إن”مقر القوات المستهدفة يبعد 5 كم عن جبهة التماس مع الحوثيين”.
وقال الصحفي مجاهد، أن لا مبرر لأي خطأ من استهداف قوات هادي، موضحا في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”، أن “هناك تصفية جارية للوحدات العسكرية المرتبطة بوزارة الدفاع لتحل محلها الوحدات التي تتلقى اوامرها من التحالف”.
ويرى مراقبون وسياسيون أن الإمارات عمدت أخيرا إلى توسيع دعمها للجماعات السلفية وأخرى مرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة في محافظات الجنوب، بغرض إثارة الطائفية والمذهبية، لإحكام سيطرتها وبسط نفوذها في كامل محافظات الجنوب.
مشيرين إلى أن “هناك عناصر على صلة بأعمال ارهابية اصبحت قيادات في الحزام الامني وعناصر ظهرت في تسجيلات مرئية لتنظيم القاعدة اصبحت قيادات في مليشيا تدعمها الامارات، وسلاح اماراتي وصل لجهات وشخصيات على صلة بالإرهاب”.
وتأتي غارات طيران التحالف على مواقع للجيش الوطني ومنتسبي ألوية “العمالقة الجنوبية” في محافظة شبوة، عقب يومين على تفجيرات عنيفة، هزت مطار عتق عقب ساعات على سيطرة العمالقة الجنوبية على المطار ووصل قوات سعودية واماراتية لاستلامه.
يشار إلى ان السعودية والامارات مارست ضغوطا سياسية على الرئيس هادي لاقالة محافظ شبوة اسابق محمد بن عديو، وتعيين البرلماني المؤتمري في جناح عفاش الموالي للامارات، عوض العولقي خلفا له، ضمن ما اعتبره مراقبون “توجها لتقسيم اليمن بين نظام عفاش شمالا والانتقالي جنوبا”.