ورد للتو .. قيادي جنوبي بارز يكشف سر تجدد صراعات فصائل “الانتقالي” والتدهور العام في عدن (وثائق)
الاول برس – خاص:
كشف قيادي جنوبي بارز، سر الصراعات بين فصائل مليشيات “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، وتجدد الاشتباكات المسلحة فيما بينها في عدن وغيرها من مدن المحافظات الجنوبية المحررة، وكذا سر التدهور العام المتصاعد في مدينة عدن. مُحذرا من ان هذه الصراعات المسلحة لن تنتهي بل ستزداد دموية في قادم الايام.
جاء ذلك في تدوينة نشرها رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية، عبدالكريم السعدي، على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك”، ليل الاربعاء، أرجع فيها الصراعات والمواجهات المتجددة بين فصائل المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي في عدن إلى “بناء تلك التشكيلات المسلحة على أساس الولاء الشخصي والمناطقي”.
وقال: إن “بناء الجماعات المسلحة على أساس الولاء الشخصي والمناطقي في (عدن) هو أحد أهم أسباب الصراعات بين هذه الجماعات وهو الدليل القاطع على سفه وكذب خطاب المشروع الوطني الذي تتشدق به تلك الجماعات ومن يقف خلفها”. في اشارة مباشرة إلى الامارات، التي تدعم “المجلس الانتقالي” وتمول مليشياته.
نافيا ما يروج له بشأن اختلاف فكر أو رؤية فصائل مليشيا الانتقالي، بقوله: إن أسلاف متصارعي اليوم قالوا قديماً إن صراعهم كان على أسس أيديولوجية واليوم الخلَف يلوكون نفس الكذبة. في اشارة إلى استمرار الصراع المناطقي بين ما عُرف باسم “الطغمة” و”الزمرة” تمييزا لمناطق طرفي انقلاب 13 يناير1986م، الدامي.
وأضاف: إن “ما يحدث في عدن من تجويع وإرهاب وقمع وفرض لواقع الفوضى وعدم الاستقرار يمثل صورة من صور الإبادة الجماعية التي تستحق التحرك القانوني والإنساني لمواجهتها”. وخاطب المنظمات الدولية القانونية والإنسانية بضرورة التحرك و”القيام بواجباتها لحماية أبناء عدن وغيرها من سطوة الجماعات المسلحة”.
مردفا: “في ظل تآمر قوى الإقليم المتمثلة بدول القتل العربي في اليمن وخروجها عن اهداف وأسباب تواجدها في اليمن، وفي ظل تقاعس الشرعية ومؤسساتها وتخليها عن واجباتها الوطنية؛ بات لزاما على المنظمات الدولية القانونية والإنسانية التدخل والقيام بواجباتها لحماية أهلنا في عدن وغيرها من المناطق الواقعة تحت سطوة الجماعات المسلحة”.
واختتم عبدالكريم السعدي، تدوينته بتجديد المطالبة بإخراج كافة الجماعات المسلحة من عدن، قائلا: “و إن كانت هناك نوايا صادقة لإنها معاناة عدن وما جاورها فيجب أن تبدأ من إخراج الجماعات المسلحة المناطقية من عدن ومنح أبناء عدن حق إدارة أنفسهم واقصد المخلصين منهم لعدن وليس الاتباع والشقاة”. حسب تعبيره.
جاء تصريح القيادي الجنوبي، عبدالكريم السعدي، تعليقاً على تداعيات المواجهات التي شهدتها عدن (الأحد 6 فبراير الجاري) في مديرية خور مكسر بين مليشيا ما يسمى “قوات الطوارئ والدعم الأمني” التي يقودها “صامد سناح” ومليشيا “العاصفة” التابعة لأمن عدن بقيادة “محمد حسين الخيلي” على خلفية صرف المرتبات والحوافز.
وفي السياق نفسه، كان السعدي قال عقب اندلاع المواجهات الجديدة بين فصائل مليشيا الانتقالي: “مايحصل الآن في عدن يؤكد صحة طرحنا ويساند تحذيراتنا التي اطلقناها مرارا بإن عدن في قبضة مليشيات وجماعات مناطقية مسلحة اتخذت من المخدرات وتجارة السلاح وطرق غسيل الأموال وسائل للعبث بحقوق الناس وامنها واستقرارها”.
مضيفا: إن “ما يحدث الآن في عدن بسبب الصراع على عطايا أطراف الإقليم لهذه العصابات الخارجة عن الدولة وعن الاخلاق يؤسس للمزيد من الصراعات والصدام على المدى القريب والبعيد ويقود اليمن والمنطقة برمتها إلى كارثة عدم الاستقرار والفوضى التي لن يسلم من آثارها السلبية أحد”. متسائلا: “هل سيقتنع المجتمع الإقليمي والدولي؟”.
وتسببت المواجهات العنيفة التي امتدت لمديريات المنصورة والمعلا، واستخدم فيها فصيلا مليشيا “الانتقالي” مختلف انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة؛ بشل حركة الملاحة الجوية في مطار عدن وتأخير الرحلات، وتوقف العمل في ميناء عدن، واثارة رعب الاهالي وملازمتهم منازلهم، وسقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم مدنيون.