ورد للتو .. وفاة أقرب المقربين للرئيس الشهيد الحمدي وخازن اسراره بعد 43 عاما من الكتمان (تفاصيل)
الاول برس – خاص:
شهدت العاصمة صنعاء وفاة أقرب المقربين للرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي، ومن كان بمثابة الصندوق الاسود لجميع اسرار الراحل وتفاصيل حياته اليومية وعلاقاته ومواقفه مع الرؤساء السابقين له والقيادات والشخصيات المؤثرة المعاصرة له.
وأعلنت مصادر مقربة من الشهيد الحمدي، الخميس، وفاة زوجته بعد أن أصرت طوال 43 عاما على ان تبقى ارملة ورفضت الزواج بعد اغتيال زوجها في العاصمة اليمنية صنعاء في 11 اكتوبر من العام 1977م، مثلما رفضت اي مقابلة صحافية.
موضحة أن “زوجة الرئيس اليمني الاسبق إبراهيم محمد الحمدي، ابنة عمه حميد الحمدي وشقيقة العميد محمد حميد الحمدي وخالد حميد الحمدي، ووالدة كل من محمد ونشوان وذي ينزن ابراهيم الحمدي، توفيت مساء الخميس عن عمر ناهز 78 عاماً”.
وذكرت المصادر المقربة أن الراحلة “تزوجت الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي في العاصمة صنعاء وعمرها حينها 35 عاما، ورفضت الزواج بعده وعكفت على تربية أبنائها كما رفضت أن تدلي بأي حديث صحفي عنه وحياتهما، حتى وفاها الأجل اليوم (الخميس)”.
شهد منزل في مديرية الصافية بالعاصمة صنعاء، ابشع وأشنع جريمة مروعة عرفها اليمن حتى الآن وابكت السواد الاعظم من اليمنيين، بالنظر لضحياها وطبيعة دوافعها واهدافها، واقترانها بوأد احلام اليمنيين في يمن ناهض ومستقل وحر من الوصاية الخارجية.
كان هذا المنزل، هو منزل الرئيس الاسبق احمد حسين الغشمي الذي شهد اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي وأخيه عبدالله في الحادي عشر من اكتوبر عام 1977م، بمؤامرة دبرتها ومولتها السعودية ونفذتها القيادات المقربة من الرئيس الشهيد الحمدي.
جرت دعوة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي، لحضور مأدبة غداء في منزل رئيس هيئة الاركان حينها أحمد الغشمي، وترك حراسه يكملون غداءهم في منزله، ومضى منفردا دون حراسة لتلبية دعوة الضيافة، الغادرة به وبأخيه عبدالله قائد قوات العمالقة حينها.
وفور وصول الرئيس الشهيد الحمدي، منزل مضيفه الغشمي، ترجل من سيارته البيضاء الخاصة، وقابل الجميع بابتسامته المعهودة، وصافحهم بيد الاحسان التي امتدت اليهم، ليقابل بالجحود والنكران والغدر، الذي لم يكن بالحسبان أو ليخطر على بال احد.
تناول الشهيد الحمدي وجبة الغداء، مع باقي الضيوف، وبينهم الملحق العسكري للسفارة السعودية حينها، صالح الهديان، وفور اتمام الغداء، كان الغدر الفاجع ضربا وطعنا واطلاقا للنار عليه حتى الموت، وبالمثل فعلوا بشقيقه، قبل أن ينقلوا جثمانهما إلى شقة أخرى.
وحرص القتلة على اغتيال الشهيد ماديا (جسديا) ومعنويا ايضا، عبر نقل جثمانه وشقيقه إلى شقة، تم تجهيزها سلفا بجثتي مضيفتي طيران فرنسيتان، وقناني خمور، لتصوير الامر انتحارا في نهاية حفل بغاء ماجن، لم يصدقه أحد من اليمنيين عن رئيس نزيه وقاضٍ سابق.
أحب اليمنيون الشهيد الحمدي لبساطته وصدقه وتواضعه ونزاهته ومبادئه الرافضة بصرامة الفساد والارتزاق والعمالة والخيانة للوطن ووصاية الخارج وجدية توجهه لبناء اليمن الناهض الحر ودولته المدنية الحديثة، التي كان قد انجز من بناها الكثير خلال اقل من ثلاث سنوات.
وسبق توقيت جريمة اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي بأيام زيارة مقررة له إلى عدن، لاعلان توقيع اتفاق اعادة توحيد شطري اليمن، مع نظيره في جنوب البلاد، الرئيس سالم ربيع علي، الامر الذي كان من دوافع قرار السعودية تصفيته، بجانب نزاهته ورفضه الوصاية والتبعية.
من المفارقات أن مسرح الجريمة، منزل الرئيس احمد حسين الغشمي، يقع ملاصقا لمنزل الرئيس السابق علي صالح عفاش، ومقابلا لمقر السفارة السعودية، جنوب شرق العاصمة صنعاء، ولا تزال بتقاربها هذا، شاهدة على واحدة من ابشع جرائم الاغتيال السياسي في العالم.
رحل الرئيس ابراهيم الحمدي شهيدا ولحق الخزي والعار بالمضيف والقتلة الى يوم الدين، لجريمتهم البشعة التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين، ليبقى هو الضيف الدائم في قلوب اليمنيين، حسب تأكيد سياسيين وناشطين يمنيين وعرب، تشاركوا احياء ذكرى استشهاده.
يشار إلى أن الرئيس السابق، علي صالح عفاش، احد ابرز المتهمين بتنفيذ جريمة الاغتيال، بجانب المضيف رئيس هيئة الاركان العامة حينها أحمد الغشمي، والملحق العسكري للسفارة السعودية، صالح هديان، واخرين تشاركوا طعن وقتل حلم اليمنيين، في يمن حر مستقل وناهض.