رسميا .. “الانتقالي” يعلن انقلابه على الاعلان الدستوري ويصف مجلس الرئاسة بهذا الوصف (بيان)
الاول برس – خاص:
كشف ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” سريعا عن نواياه المبيتة، وأعلن رسميا اول انقلاب على “الاعلان الدستوري” الذي اصدره الرئيس هادي فجر الخميس، بضغوط سعودية اماراتية، ونقل بموجبه السلطة وصلاحياته كاملة لمجلس قيادة رئاسي يضم عضوية رئيس المجلس الانتقالي وممثلين عن جنوب البلاد، واصفا مشاركته في المجلس بأنها مجرد خطوة لانتزاع الانفصال.
جاء ذلك في رد رئيس “المجلس الانتقالي” عيدروس قاسم الزُبيدي على موجة الاحتجاجات بين اوساط قيادات المجلس واتباعه على ما اعتبروه التفريط بالقضية الجنوبية مقابل مكاسب ومناصب شخصية لقيادة المجلس الانتقالي، وتعيين رئيسه عضوا بمجلس رئاسة يلتزم بوحدة اليمن وسيادته.
وقال عيدروس الزبيدي خلال لقاء رمضاني جمعه بالقيادات الجنوبية المشاركة في مشاورات الرياض: إن “قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تحرص كل الحرص أن تكون حاضرة في المعترك السياسي بما يخدم قضية شعب الجنوب وتحقيق تطلعاته في استعادة دولته”. حسب تعبيره.
مضيفا حسب ما نقله الموقع الالكتروني للمجلس الانتقالي عن اللقاء المنعقد بمقر اقامة الزبيدي بالرياض مساء الجمعة: ”كنا واضحين مع الجميع بأننا لسنا باحثين عن سلطة، ووجدنا لانتزاع حق شعب الجنوب ولتحقيق تطلعاته في استعادة دولته المستقلة”. حد قوله.
وتابع الزُبيدي مخاطبا الحاضرين بقوله: “تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة تجاه شعبنا وقضيته والانتصار لحقوقه وتطلعاته وعليكم جميعا تحمل مسؤولياتكم بأمانة وإخلاص، والعمل السياسي هو عمل جماعي وعلينا اليوم أن نكون بمستوى المسؤولية الوطنية التي تحملناها”.
واصفا في الوقت نفسه مشاركة المجلس الانتقالي في مشاورات الرياض بأنها “كانت إيجابية ومثمرة وشكلت منعطفا جديدا في نضالنا السياسي الجنوبي تمكنا من خلاله فرض قضية شعبنا وفي المفاوضات الأممية من خلال وضع إطار خاص لها على طاولة الحل الشامل”.
وقال: ”علينا أن ننظر لما حققناه حتى اليوم بواقعية وبدون مزايدة، فبعد أن كنا مغيبين تماما أصبحنا اليوم جزءاً من دائرة صناعة القرار وعملنا بكل ما أوتينا من قوة لفرض إصلاحات سياسية واقتصادية لإنقاذ شعبنا الذي أنهك اقتصاديا واجتماعيا بفعل الفساد وسوء الإدارة”.
معبّرا في كلمته أمام الحاضرين عن “الشكر والامتنان للأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على الجهود الجبارة التي بذلوها ولازالوا يبذلونها لإنهاء الصراع وإحلال السلام في بلادنا”.
وطالب رئيس المجلس الانتقالي، في ختام كلمته “الحاضرين من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي بالعودة إلى العاصمة عدن للعمل على كل الاتجاهات، مشددا على ضرورة استغلال الفرص لبناء مؤسسات الدولة والنهوض بالواقع المعيشي لشعبنا في الجنوب”. حسب تعبيره.
يأتي هذا عقب بيان اصدره المتحدث باسم الانتقالي علي الكثيري، قال فيه: إن “المجلس بكل هيئاته يؤكد تعاطيه بايجابية مع ما تمخض عنه مشاورات الرياض، ومهام المرحلة الجديدة واستحقاقاتها”، في اشارة لمجلس القيادة الذي اعلن هادي تفويضه بكامل صلاحياته ونائبه علي محسن.
مضيفا: إن “موقف المجلس الانتقالي الجنوبي ثابت وراسخ في التمسك بمشروعه الوطني الجنوبي وصولاً إلى عملية سلام شاملة يتحقق من خلالها لشعبنا كافة اهدافه وتطلعاته الوطنية، وفق ما تم تضمينه في نص بيان مشاورات الرياض”. التي اختتمت اعمالها الخميس بمشاركة المجلس.
وقبيل الموافقة على البيان الختامي لمشاورات الرياض، اشترط المجلس الانتقالي اضافة فقرة تنص على “أنه تم الاتفاق على إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشاملة”. بجانب تعيين رئيس المجلس بالمجلس الرئاسي.
جاء البيان لمواجهة سخط واسع ساد في أوساط الناشطين الجنوبيين، عقب إعلان الرئيس هادي نقل صلاحياته إلى مجلس قيادة برئاسة رشاد العليمي، وعضوية 7 أشخاص بينهم طارق محمد صالح ورئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي، دون الاشارة إلى القضية الجنوبية أو وضع معالجات لها.
وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الاحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ويعين قيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي اعضاء فيه.
قضى القرار بتعيين اللواء رشاد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب، وهم: سلطان العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.
ورأى مراقبون للشأن اليمني أن “نقل السلطة من هادي ونائبه يعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها وانهاء لتحالف دعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.
مشيرين إلى أن “التحالف، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها بنهاية المطاف”.
ولفتوا إلى أن “تعيين العرادة نائبا للرئيس او عضوا بمجلس رئاسي، سيترتب عليه تعيين القيادي المؤتمري في جناح الرئيس السابق ذياب بن معيلي محافظا لمارب ونقل قوات ما يسمى المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، إلى مارب لقيادة المعارك ضد الحوثيين”. حسب تأكيدها.
منوهين بأن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام سياسيا وعسكريا واقتصاديا”.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.
شاهد اعلان رئيس الانتقالي انقلابه على الاعلان الدستوري