أخبار اليمن

شاهد .. حدث نادر ومفاجئ في مطار عدن يصدم سياسيي وناشطي “الانتقالي” ويخرجهم عن اطوارهم (صور)

الاول برس – خاص:

شهد مطار عدن الدولي حدثا نادرا، لدى وصول طائرة رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وعدد من اعضاء المجلس، ورئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك وعدد من وزراء الحكومة، استفزت صوره سياسيي وناشطي المجلس الانتقالي الجنوبي” المتعصبون لدعواته الانفصالية، معتبرين ما حدث “انكسارا مذلا وتفريطا جسيما”.

وهبطت، ظهر الاحد في مطار عدن الدولي، ثلاث طائرات، احدهما تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية، واثنتان تابعتان لسلاح الجو الملكي السعودي، اقلت على متنها رئيسا البرلمان والحكومة، وعدد من اعضاء مجلسي النواب والشورى والوزراء في الحكومة، وكان بمقدمة استقبالهم قائد أحد ابرز فصائل مليشيا الانتقالي في المطار.

مصادر محلية، أفادت بأنه “جرى رفع علم الجمهورية اليمنية في مطار عدن الدولي، وعلى قصر معاشيق الرئاسي، وعدد من المرافق العامة الحكومية، بعدما كانت مليشيات الحزام الامني التابعة للمجلس الانتقالي، انزلته ورفعت بدلا عنه علم الشطر الجنوبي قبل اعادة توحيد شطري اليمن، والذي يملأ جدران عمارات وشوارع عدن”.

وأثارت صورة انحناء قائد قوات مليشيا ما يسمى “لواء العاصفة” اوسان العنشلي، لرئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وهو يصافحه مستقبلا له في مطار عدن، موجة استياء وغضب غير مسبوقة على منصات التواصل الاجتماعي بين اوساط سياسيي وناشطي “المجلس الانتقالي الجنوبي”، لما اعتبروه “اهانة واذلالا”.

بالمقابل، سارع القيادي وعضو هيئة رئاسة “المجلس الانتقالي الجنوبي” لطفي شطارة، إلى محاولة امتصاص غضب اتباع المجلس، معلقا في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” فجر الاثنين: “عدن هي عاصمة الجنوب الأبدية .. هم فيها المؤقتين”. وأضاف: “حفظ الله قائد قوات العاصفة اوسان العنشلي .. الامور تحت السيطرة”.

ورد وزير الصحة العامة الدكتور قاسم محمد بحيبح، على مكايدات ومماحكات سياسيي وناشطي “المجلس الانتقالي الجنوبي” في تعليقاتهم على بدء وصول اعضاء سلطات الدولة الثلاث إلى عدن بأن “مصيرهم سيكون الطرد كما حدث مع حكومة معين عقب تشكيلها”. واصفا هذه الحملة بأنها حملة موتورة “مليئة بالتناقضات”.

من جانبها، أفادت مصادر محلية بأن “وصول الطائرات الثلاث رافقه انتشار امني وعسكري كثيف، تمثل في انتشار عربات مدرعة واطقم عسكرية، تابعة لقوات اللواء الثاني عمالقة جنوبية، بقيادة العميد حمدي شكري الصبيحي، الذي قرر التحالف تكليفه بمهمة تأمين عدن وقصر معاشيق الرئاسي والمرافق الحكومية في العاصمة المؤقتة”.

موضحة أن “الطائرتين العسكريتين السعوديتين حملتا عتادا عسكريا نوعيا، يضاف إلى بطارية منظومة دفاع جوي امريكية من طراز باتريوت، نصبهما التحالف في مطار عدن الدولي، ومحيط قصر معاشيق الرئاسي، ومدافع مضادات ارضية للطيران المسير، تحسبا لأي هجوم صاروخي باليستي من جانب جماعة الحوثي الانقلابية”.

وذكرت مصادر سياسية في وقت سابق أن الاستعدادت الامنية والعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن “كانت الشرط الاول لرئيس واعضاء كل من مجلس القيادة الرئاسي ومجلسي النواب والشورى ومجلس الوزراء، للعودة من العاصمة السعودية الرياض، إلى عدن، وتأدية رئيس واعضاء مجلس الرئاسة اليمين امام مجلس النواب”.

مشيرة إلى أن “تأخر وصول مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن 11 يوما منذ تشكيله، جراء خلافات حادة نشبت بين أعضاء المجلس، وبصورة اكبر بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، وطارق عفاش قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” وعبدالرحمن المحرمي قائد الوية العمالقة الجنوبية”.

حسب المصادر السياسية في الرياض، فإن “رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي أصر على أن تتولى المهمة ألوية الاحزمة الامنية والدعم والاسناد، التابعة للانتقالي، لكن تسريب رسالة مرفوعة من قائد هذه الالوية للزبيدي والمتضمنة رفض استقبال مجلس القيادة في عدن، دعا التحالف لاستبعاد هذا الخيار”.

وأوضحت أن “اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، سلطان العرادة، وعبدالله العليمي وفرج البحسني، طرحوا ان تتسلم قوات الامن التابعة لوزارة الداخلية مهام تأمين عدن، ضمن توجهات المجلس لتمكين مؤسسات الدولة واحترام النظام والقوانين واعادة نفوذهما في المحافظات المحررة، وفي مقدمها العاصمة المؤقتة عدن”.

مشيرة إلى أن “طارق صالح، عرض ارسال أحد الوية قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية التي يقودها، مبررا ذلك بأن قواته لم تتورط بأي صدامات مع قوات الجيش والامن او قوات الانتقالي. ما أثار بوادر ازمة بين الزبيدي وطارق، باعتبار اقصاء قوات الانتقالي بمثابة انقلاب جديد للسيطرة على عدن”.

ونوهت بأن “التحالف بقيادة السعودية، رأى حسم الخلافات بإسناد المهمة لأحد الوية العمالقة الجنوبية، وتحديدا اللواء الثاني عمالقة جنوبية (السابع مشاة)، بقيادة العميد حمدي شكري الصبيحي، باعتباره قوات جنوبية وظلت موالية للشرعية، رغم تورط العمالقة الجنوبية، اجمالا، بمواجهات على خلفية نزعات مناطقية ومذهبية”.

عزز هذا الاعلان، تصريح منسوب للعميد حمدي شكري الصبيحي، نشر في تغريدة بموقع “تويتر” سرعان ما حُذفت، أعلن أن “تم تكليف قواتنا الويه العمالقه لحماية المجلس الرئاسي في ‎قصر المعاشيق ب عدن وسنتسلم من اخواننا قوات الحزام الامني أمن كافة المنشآت الحكومية وسيتم رفع علم الجمهوريه اليمنيه”.

وتسببت تغريدة اعلان العميد حمدي شكري، في تفجير موجة غضب واسعة بين قيادات “الوية الاحزمة الامنية والدعم والاسناد” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تسيطر على العاصمة المؤقتة عدن منذ 19 اغسطس 2020م، عقب المواجهات مع قوات الحكومة اليمنية، معتبرة أن “تحرك اي قوات بمثابة انقلاب”.

قادت موجة غضب قيادات قوات الانتقالي إلى اضطرار العميد حمدي شكري بتوجيهات اماراتية لحذف التغريدة التي نشرها قبل ثلاثة ايام، حتى يسوي التحالف بقيادة السعودية والامارات الوضع مع قوات الانتقالي، التي تصر على رفض أي قوات عداها في عدن، وتعتبر إرسال “أي قوات عسكرية لعدن بمثابة انقلاب”.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون عن حضورها، لإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية، وينقل السلطة لمجلس قيادة يضم قادة التشكيلات العسكرية الموالية للامارات.

قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.

ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي أعلن الرئيس هادي في السابع من ابريل الجاري، بضغط سعودي اماراتي، تفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.

مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.

ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.

منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

 

 

رابط اعلان قائد اللواء الثاني عمالقة، الذي جرى حذفه:

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى