ورد للتو .. عيدروس الزُبيدي يتحدى بخطاب ناري بعد لقائه محمد بن زايد منفردا عن المجلس الرئاسي (تفاصيل صادمة)
الاول برس – خاص:
القى رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس قاسم الزُبيدي، المُعين من التحالف عضوا في مجلس القيادة الرئاسي، خطابا ناريا متحديا بمناسبة عيد الفطر، عقب لقائه ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، منفردا عن مجلس القيادة الرئاسي، وفور عودة رئيس المجلس واعضائه إلى العاصمة المؤقتة عدن، تعهد فيها بالمضي قدما “نحو تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي لاستعادة وبناء هويته ودولته المستقلة، وتحقيق حريته الكاملة وحقه المشروع في السلام والاستقرار والعيش الكريم” حد تعبيره.
وجدد الزبيدي، في خطابه الذي القاه بصفته “رئيسا للمجلس الانتقالي قائدا اعلى للقوات المسلحة الجنوبية”، تأكيده “المضي في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية الجنوبية، والحفاظ على شراكتنا في حماية أمن ومستقبل المنطقة والإقليم بجانب شركائنا المحليين، وشركائنا الاقليميين وفي طليعتهم دول التحالف”. متراجعا عن تصريحات القاها عقب تعيينه عضوا بمجلس الرئاسة عن “اولوية تحرير الوطن ومؤسساته واستعادة مؤسساته وخدماتها واحالة القضية الجنوبية للديمقراطية وما يقوله الشعب”.
مضيفا: “يا أبناء شعبنا الحر الصامد، يمر علينا العيد هذا العام ونحن نواصل المضي قدما نحو تحقيق تطلعات شعبنا في استعادة وبناء هويته ودولته المستقلة، وتحقيق حريته الكاملة وحقه المشروع في السلام والاستقرار والعيش الكريم. إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الدينية العظيمة نجدد التأكيد بأننا ماضون في سبيل تحقيق أهدافنا الوطنية الجنوبية، والحفاظ على شراكتنا في حماية أمن ومستقبل المنطقة والإقليم بجانب شركائنا المحليين، وشركائنا الاقليميين وفي طليعتهم دول التحالف”.
وتابع: “مؤكدين على ان ايادينا ستظل ممدودة لكل أبناء وطننا الجنوبي أينما كانوا، فالوطن للجميع ويتسع للجميع ولن يُبنى بناءً سليماً إلا بثقافة ووعي سليمين، وتوافق متين يحمي مستقبلنا جميعاً”. مردفا: “سائلين المولى ان يعيده على شعبنا وأمتنا بالخير والبركات والنصر والتمكين، كما نهنئ الأبطال الميامين المرابطين في ساحات وميادين الشرف والبطولة، في كل جبهات القتال دفاعا عن الوطن ومستقبله الآمن”. مختتما ” نسأل الله ان يعيننا جميعاً على ما تحملناه من مسؤولية وطنية جسيمة”.
يأتي هذا بعدما تعمدت الامارات ترتيب اول لقاءات رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي في ابوظبي، دون حضور عضو المجلس، رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزُبيدي، لافساح مجال امام فرض شروط “الانتقالي” التي تسببت في نشوب خلافات حادة، استدعت مغادرة مجلس القيادة الرئاسي العاصمة المؤقتة عدن إلى كل من السعودية والامارات، وترتيب لقاء اخر مستقل له مع ولي عهد ابوظبي يتناول نتائج لقائه برئيس واعضاء المجلس وما توصل إليه معهم بشأن القضايا الخلافية.
واستقبل ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، محمد بن زايد آل نهيان، السبت، في العاصمة الاماراتية ابوظبي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي واعضاء المجلس، في غياب لافت لعضو المجلس عيدروس الزُبيدي، عن صور اللقاء، الذي شهد عقد مباحثات “طلبا لدعم الاقتصاد اليمني، وتسريع التعهدات المالية المعلنة”، فضلا عن “تعزيز ثقة الحليف الاماراتي بالسلطات الانتقالية الجديدة”. حسب ما نقلته وكالة الانباء اليمنية الحكومية (سبأ) عن اللقاء.
وفقا لوكالة الانباء الاماراتية (وام) فإن “الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هنأ فخامة الرئيس رشاد العليمي بتوليه قيادة اليمن، لدى استقباله رئيس واعضاء المجلس في قصر البحر بالعاصمة الاماراتية ابوظبي، و”عَبَّر عن خالص أمنياته له بالتوفيق في خدمة بلاده وشعبها، وتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها، والاتجاه نحو الاستقرار والسلام. وأكد دعم الامارات لمجلس القيادة الرئاسي، للقيام بمسؤولياته الوطنية تجاه استقرار اليمن الشقيق وأمنه وتحقيق تطلعات شعبه إلى التنمية والتطور”.
ونقلت عمَّا طرحه مجلس القيادة الرئاسي أن “فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي أشاد بالعلاقات الثنائية التاريخية والمتميزة بين البلدين، والموقف الاماراتي الداعم والمستمر لليمن وشعبها في هذه الظروف الاستثنائية ومشاركتها الفاعلة ضمن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة لاستكمال استعادة الدولة وإسناد جهود تحقيق الاستقرار الاقتصادي. مشيرة لانعقاد المباحثات بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة منصور بن زايد.
كما عَبَّر رشاد العليمي لوكالة الانباء (سبأ) عن “تطلعات تنمية العلاقات الوثيقة بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات، مثمنا المواقف الاخوية للامارات قيادة وحكومة وشعبا إلى جانب اليمن وشعبه في مختلف المراحل والظروف لاسيما خلال هذه المرحلة الاستثنائية الراهنة”، ومشيدا بـ”الموقف البطولي للأشقاء في دولة الإمارات وتلبيتهم للنداء الاخوي لليمن بمشاركتهم في التحالف”. وأشاد بـ “الدعم الإماراتي السياسي والعسكري والإنساني والإغاثي والتنموي المقدم لليمن خلال المرحلة الماضية”.
معتبرا أن “ذلك الدعم يجسد على ما تتمتع به العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين من تطور ونماء”. ومجددا التزام اليمن بـ ” بالعمل على تعزيز علاقاته مع شركائه في الوجود والمصير، دول تحالف دعم الشرعية وبشكل خاص الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الذين تشاركوا مع اليمن معركته الوطنية وقضيته المركزية المتمثلة باستعادة الدولة”. وأكد ان “عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة في اليمن وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، يتطلب تعاون ودعم كل الدول الشقيقة والصديقة”.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة، أن “السعودية والإمارات اكدتا تمسكهما بشروطهما مقابل منح البنك المركزي اليمني في عدن المنحة التي أعلنتا عنها مؤخرا والبالغة ثلاثة مليارات دولار. وشددت على ضرورة اذابة جميع الخلافات في مجلس القيادة الرئاسي على شكل التعيينات الجديدة في الحكومة والبعثات الدبلوماسية والسلطة المحلية في المحافظات، واعتبرتها من أهم “أسباب عرقلة وتأخير المنحة المالية”. منوهة بأن السعودية تسعى لدعم طارق عفاش نائبا اول لرئيس المجلس بينما الامارات تدعم الزُبيدي.
يأتي هذا عقب مغادرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الدكتور رشاد محمد العليمي واعضاء المجلس، العاصمة المؤقتة عدن، الثلاثاء، إلى السعودية ومنها إلى الامارات، حيث جرى استقبالهم في العاصمة الاماراتية ابوظبي، لطرح ما نشب من خلافات داخل المجلس من جانب “المجلس الانتقالي الجنوبي” اثارها تسريب وثيقة لمحضر اجتماع امانته العامة وتوصياتها لرئاسة الانتقالي بخطوات خطيرة، تسعى لافشال تشكيل ومهام المجلس الرئاسي، بمزاعم “مواجهة كل التحركات التي تستهدف شعب الجنوب العربي”.
وكشفت الوثيقة وهي لمحضر اجتماع الامانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عن إقرار قيادات “الانتقالي” توصيات وتوجهات خطيرة، تسير باتجاه سيطرة المجلس الانتقالي على المحافظات الجنوبية فور استكمال بناء مؤسسات الدولة فيها، وانهاء ازمات الخدمات والعملة واسعار السلع والمشتقات النفطية، وغيرها مما تعانيه عدن والمحافظات المحررة.
تلخصت توصيات اجتماع أمانة “المجلس الانتقالي” الجمعة 24 ابريل، لهيئة رئاسة المجلس في “التعميم على الجهات المختصـة في مصـلحة الأحوال المدنية ومصلحة الهجرة والجوازات بالتحري الشـديد عند اصدار أي وثائق ثبوتية لأي شخص حتى يتم التأكد بانه من أبناء الجنوب. الاهتمام بوضـع أبناء الجنوب في المراكز الهامة التي تحول دون تنفيذ الخطط المعادية”.
وكذا “التنسيق مع القيادات الأمنية الذين ينتمون للجنوب في جميع المحافظات لمتابعة النشاط المعادي وتشكيل لجان لمنع الأنشطة المذكورة بالتعاون مع أبناء الجنوب والعمل على عدم بيع الأراضـي والمنازل أو استئجار المنازل والشقق لمن هم من خارج المحافظات الجنوبية. توجيه وسائل الاعلام الجنوبية بتوعية المواطنين بجميع الأنشطة التي يحاول العدو من خلالها إعاقة مشروع استقلال الجنوب”.
كما تضمنت توصيات الامانة العامة للمجلس الانتقالي، بحسب وثيقة محضر الاجتماع المسربة “الحد من التواجد والتحركات واللقاءات للقيادات الشمالية في داخل المجتمع الجنوبي. واقتصار تواجدهم في المقرات الرسمية والفنادق ووضعهم تحت الرقابة الازعاجية”. وفق وصف الوثيقة، في اشارة ضمنية إلى تكثيف استهداف هذه القيادات بالحملات الاعلامية التحريضية.
تزامن هذا الاجتماع، مع اقتحام مليشيا “الانتقالي” قاعة انعقاد جلسات مجلس النواب في عدن وتعمد عناصر ثلاث نقاط تابعة لمليشيات الانتقالي في العاصمة المؤقتة عدن، ايقاف مواكب عضوي مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي وفرج البحسني، ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني، وتفتيش سياراتهم، متجاهلة صفاتهم الرسمية وما توجبه من تعامل.
وأفادت المصادر السياسية والاعلامية، بأن “القائمين على نقاط تابعة لمسلحي المجلس الانتقالي، استوقفوا مواكب عضوي مجلس الرئاسة ورئيس مجلس النواب، وطلبوا هواتف كل من عثمان مجلي وفرج البحسني والشيخ سلطان البركاني، وامتنعا عن اعادتها لهما، قبل ان يتدخل سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن محمد آل جابر وتصدر توجيهات حازمة”.
منوهة بأن “رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني وعدد من اعضاء المجلس غادروا مطار عدن عقب هذا الاستفزازات المتعمدة من جانب مليشيات المجلس الانتقالي، بالتزامن مع مغادرة رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر وأعضاء في المجلس، الجمعة (قبل الماضية)، على متن طائرتين تابعتين للخطوط الجوية اليمنية وأخرى تابعة لسلاح الجو السعودي”.
وتشن قيادات في “المجلس الانتقالي” حملة تحريض ضد استقبال مجلس القيادة الرئاسي ومجلسي النواب والشورى في العاصمة المؤقتة عدن، مطالبين بـ “طرد مسؤولي اليمن من عاصمة الجنوب” حسب تعبيرهم، بالتزامن مع مواقف مماثلة عبرت عنها رسالة رسمية رفعها قائد الوية “الاحزمة الامنية” التابعة للمجلس الانتقالي إلى رئيس الاخير عيدروس الزبيدي.
تتابعت هذه الاستفزازات من جانب “المجلس الانتقالي” وفصائل مليشياته، عقب يومين على تأدية مجلس القيادة الرئاسي، في العاصمة المؤقتة عدن، الثلاثاء، اليمين الدستورية؛ امام رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، وبحضور سفراء الدول الخمس دائمة العضوية ودول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي والمبعوثين الاممي والامريكي إلى اليمن.
وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ويعين على رأس المجلس احد رموز النظام السابق وقيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي أعضاء فيه.
قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.
ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه في السابع من ابريل الجاري، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.
ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.
مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.
ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.
منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.