أخبار اليمن

شاهد .. شركة تجارية خاصة تستولي على محطة كهرباء عامة بالكامل بعد تعطيل نشاطها ونهب معداتها (تفاصيل + صور)

الاول برس – خاص:

شهدت مدينة يمنية واقعة غير مسبوقة، تمثلت في اكبر عملية سطو على منشآة حكومية تحوي معدات وتجهيزات بمليارات الريالات، وتحويلها إلى منشآة خاصة تجارية، تمعن في استغلال حاجة المواطنيين وابتزازهم معظم دخولهم المحدودة في الاساس، مقابل خدمة تعينهم على مواجهة حرارة الصيف اللاهبة واشتدادها المتصاعد من عام إلى اخر حد التسبب في الاغماء والاختناق وصولا للوفاة.

وأكد مواطنون من سكان المخا إن “شركة القلزم” التجارية باتت تسيطر على محطة كهرباء المخا البخارية الحكومية بشكل كامل، وتقوم بتشغيل المحطة لانتاج الكهرباء وبيعها على انها منتجة بمولدات الشركة، كما تسخر خزانات المحطة لشراء الوقود وبيعه لصالحها، بدعم مباشر من طارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” الممولة من الامارات في الساحل الغربي.

موضحين أن “شركة القلزم التجارية التي كانت سابقا شركة الفيصل يديرها صامد عايش، وقامت قبل قرابة عام بإفراغ الخزان الرئيسي للمحطة البخارية لاستخدامه في تخزين كمية الوقود التابعة لشركة القلزم، حيث تصل سفن وقود خاص بها إلى ميناء المخا، وتفرغ الوقود إلى خزانات محطة المخا وتبيع كمياته في السوق السوداء لصالح الشركة، على مرأى ومسمع جميع المسؤولين بالسلطة المحلية”.

وذكر المواطنون أن “شركة القلزم قامت قامت باقتلاع العدادات الحكومية من منازلهم واستبدلتها بعدادات الكترونية سريعة للغاية وتصل فاتورة الكهرباء إلى أرقام خيالية خاصة في فصل الصيف ولعدم قدرتهم على الدفع لم يتمكن الكثير من استخدامها، ويكابدون معاناة مريرة مع اشتداد الحرارة والحاجة الماسة للكهرباء، لكن لا خيار امامهم سوى تأمين مبالغ فواتير الشركة التجارية التي تنفرد ببيع الطاقة”.

يشكو سكان مديرية المخا منذ ذلك الحين، انعدام الكهرباء في ظل ارتفاع درجة الحرارة على مدار اشهر العام، وبصورة اشد خلال فصل الصيف، وعدم قدرتهم على دفع المال لتوصيل الكهرباء التجاري بعد أن قام الهلال الأحمر الإماراتي وطارق عفاش باستكمال تدمير محطة كهرباء المخا البخارية، ونهبها وخصخصتها واستبدالها بشركة خاصة تابعة لهما، كان اسمها شركة الفيصل وصارت “شركة القلزم”.

ومع ارتفاع درجة الحرارة هذا العام، تضاعفت معاناة المواطنين حيث شوهدت جلودهم منتفخة وحمراء بشدة تغزوها البثور والدمامل نتيجة انعدام الكهرباء الحكومية وبقائهم عرضة للموت مع عجزهم عن شراء الكهرباء التجارية التي يباع فيها الكيلو ب1000 ريال، جراء الوضع المعيشي الصعب الناجم عن عسكرة المدينة ومنع الاصطياد وتعطيل مينائها الاستراتيجي وتحويله إلى قاعدة عسكرية للامارات وطارق.

حال مريرة تعيشها تعز، الحالمة، التي ثارت على النظام السابق العائلي والفاسد لعلي عفاش وناضلت لتوفير ابسط مقومات الحياة قبل بدء التحالف بقيادة السعودية والامارات تنفيذ عاصفة الحزم في مارس 2015م. لكنها وجدت نفسها بعد اندلاع العاصفة قد وضعت على فوهة بركان وأدركت أن التحالف قد اتخذ القرار بتفجيره وتدمير كل شيء، ليغلق بعد ذلك مسامعه تاركا تعز تطبطب جراحاتها منفردة.

وفي يوليو 2015م شنت طائرات التحالف غارات هستيرية على أكبر محطات توليد الطاقة “محطة كهرباء المخا البخارية” التي تنتج 160 ميجا ولم تكتف بذلك بل ذهبت لتدمير المدينة السكنية المكونة من أكثر من 200 شقة الخاصة بموظفي المحطة على رؤوس الرجال والنساء والأطفال ما أدى لسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، لتبدأ بذلك معاناة مريرة لسكان تعز عموما، ومديرية المخا، خصوصا.

لكن ورغم أن الامارات اعلنت عام 2017م أنها “أعادت محطة المخا البخارية للعمل بعد التكفل بعملية صيانتها”، ومعاودتها في العام 2020م الاعلان من جديد عن “استكمال إصلاح محطة المخا بدعم من هيئة الهلال الأحمر الاماراتي” إلا أن محطة المخا، فعليا، ظلت معطلة ومتوقفة عن العمل في مقابل بدء شركة تجارية تابعة للإمارات بالعمل كشركة تجارية مستخدمة المحطة ومساحتها لبناء مولدات جديدة.

وأفادت مصادر مطلعة في مدينة المخا بأن “الهلال الأحمر الإماراتي موّل إصلاحات شركة الفيصل في محطة المخا عامي 2017 و 2020 من أجل البسط على المحطة وتحقيق أرباح تجارية وليس مساعدة السكان”. منوهة بأن “المكتب السياسي لقوات طارق عفاش، اعلن في سبتمبر2021 أنه دعم محطة المخا بمولدات تجارية بقدرة 12 ميجا لإنارة المدينة ولم يحدث ذلك بل تمت تسليم المحطة لشركة القلزم”.

موضحة أن “ما حدث في الحقيقة، هو أن الإمارات وطارق صالح قاموا بالاستيلاء على محطة كهرباء المخا البخارية، وتسليمها لشركات تجارية خاصة تابعة لكليهما، حيث وضعوا المولدات الخاصة داخل المحطة واستغلوا الشبكة والمباني ومعدات وقطع غيار مخازن المحطة، والمساحات المجاورة والخط البحري الخاص بتفريغ الوقود من البواخر وضخها إلى خزانات محطة المخا، لصالح استثماراتهم الخاصة”.

وأكدت المصادر الفنية المطلعة أن “الامارات وطارق استمروا في تطفيش الكوادر الفنية وموظفي محطة كهرباء المخا البخارية ونهب مخازن المحطة الممتلئة بقطع الغيار والمعدات والتي تقدر بالمليارات، وقاموا بنزع المضخات مضخات الوقود اليومية للغلايات، وفي فبراير الماضي سلمت مضختين لمياه البحر تابع لمحطة المخا إلى محطة الحسوة الكهروحرارية بمدينة عدن بحجة أن محطة المخا معطلة منذ بدء الحرب”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى