الأمم المتحدة تقطع المساعدات الإنسانية عن مناطق سيطرة الحوثيين باليمن
قالت وكالة رويترز أن أكبر عملية مساعدات إنسانية في العالم، ستنخفض الشهر المقبل في مناطق اليمن التي يسيطر عليها الحوثيين.
ونقلت الوكالة أن «المانحين وعمال الإغاثة يقولون إنهم لم يعد بإمكانهم ضمان وصول مساعدات الغذاء الموجهة لملايين الأشخاص لمستحقيها».
وقالت مصادر في وكالات الإغاثة لرويترز إن السلطات الحوثية في شمال اليمن، حيث يقيم أغلب اليمنيين المعتمدين على المساعدات، تعطل جهود توصيل الغذاء ومساعدات أخرى لمن يستحقونها بدرجة لم تعد محتملة.
وقال مسؤول بارز بالأمم المتحدة “مناخ العمل في شمال اليمن تراجع بدرجة كبيرة في الأشهر القليلة الماضية حتى أن العاملين في القطاع الإنساني لم يعد باستطاعتهم إدارة المخاطر المتعلقة بتوصيل المساعدات بالكميات الراهنة”.
وتابع المسؤول أنه ما لم يتحسن الوضع فإن المانحين والعاملين في المجال الإنساني “لن يكون أمامهم خيار” سوى خفض المساعدات. وسيشمل ذلك خفض بعض المساعدات الغذائية التي يشرف عليها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والتي تطعم أكثر من 12 مليون شخص كل شهر 80 بالمئة منهم يقيمون في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
وتصف الأمم المتحدة الوضع في اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية على وجه الأرض وتقول إن الملايين هناك يقتربون من الموت جوعا. وليس هناك سوابق تذكر لخفض برنامج مساعدات بهذا الحجم وهو ما اعتبرته المصادر دليلا على خطورة المخاوف.
ولم يرد المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية- وهو منظمة تابعة للحوثيين تأسست في نوفمبر تشرين الثاني لمراقبة المساعدات- على طلب للتعليق.
وقال مصدر آخر على علم بالمناقشات بين المانحين وموزعي المساعدات “على مستويات عليا ترك ذلك الوكالات والمنظمات الأهلية والمانحين يتساءلون: هل يمكننا الاستمرار هكذا أم أن تغييرات أساسية يجب أن تحدث؟”.
ولم يعلن أي من المانحين أو وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الخيرية بعد خفض المساعدات. وقال مصدران لرويترز إن الخفض قد يبدأ في شهر مارس آذار بعد التشاور مع المانحين هذا الشهر. وقال مصدران إنه قد يبدأ قبل ذلك.
“لا أحد يريد الانسحاب”
يعيش اليمن في حالة صراع منذ أطاح الحوثيون المتحالفون مع إيران بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء في أواخر 2014. ويحارب تحالف عسكري تدعمه السعودية لإعادة هادي للسلطة.
وقال مسؤول الأمم المتحدة “لا أحد يريد الانسحاب في وقت الأزمة، وبالتأكيد مع أزمة بهذا الحجم الموجود في اليمن، لكن العاملين في المجال الإنساني يتعين عليهم موازنة ما يقومون به استنادا إلى المخاطر التي يواجهونها”.
وقال مصدر آخر إن المشاورات جارية بشأن نطاق الخفض نظرا لحدة الأزمة وأضاف “أي حديث عن تعليق (المساعدات) يجب دراسته بعناية قبل اتخاذ أي قرار”.
وذكرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وهي من كبار المانحين أن الولايات المتحدة ”تشعر بقلق بالغ بسبب تدخل مسؤولين حوثيين في عمليات الإغاثة“. وقال متحدث باسم الوكالة إن واشنطن تعمل مع المانحين والأمم المتحدة والمنظمات الخيرية ”لإبلاغ مسؤولي الحوثيين بما لا يدع مجالا للشك بضرورة الكف عن سلوكهم المعطل“ حتى يتسنى مواصلة المساعدات.
من بين أسباب تعليق المساعدات خلاف بشأن جهاز للإحصاء الحيوي صمم لتسجيل من يتلقى المساعدات لضمان عدم سرقتها. وعلق برنامج الأغذية العالمي جزئيا تسليم مساعدات غذائية لمدة شهرين في صنعاء في يونيو حزيران وسط خلاف على التحكم في بيانات الإحصاء الحيوي. وبعد ثمانية أشهر ما زال نظام التسجيل لا يعمل في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال مسؤول من الحوثيين لرويترز إن طلب برنامج الأغذية العالمي بالتحكم في البيانات ينتهك القانون اليمني والبرنامج اقترح نظما بديلة لمنع توجيه المساعدات لغير مستحقيها.
الأول برس – رويترز