ورد للتو .. كشف رؤية الرئيس بايدن لليمن والسعودية والبيت الابيض يبدأ توجيه أولى الطلبات للرياض
الاول برس – متابعة خاصة:
طالب البيت الابيض في العاصمة الامريكية واشنطن السعودية بما سماه “احترام وتجسيد القيم والمصالح” لاستمرار الشراكة بين واشنطن والرياض، كدولة وليس افراد، في اشارة إلى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
وذكر موقع الغارديان في تقرير لمراسلتها في واشنطن ستيفاني كيرتشغاسر بعنوان “بايدن يسعى لتهميش ولي العهد السعودي”، أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتوقع من المملكة الصحراوية “تغيير نهجها” إتجاه الولايات المتحدة من خلال قطيعة سياسة ترامب.
التقرير قال: إن الادارة الامريكية بقيادة الرئيس جو بايدن “تريد تقليل أي اتصال مباشر بين الرئيس الأمريكي وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا الموقف يمثل تغييرًا مفاجئًا مقارنة بإدارة ترامب، التي أمطرت الوريث الشاب بالاهتمام والثناء”.
ونقلاً عن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي، ذكر التقرير إنه: هذا الأسبوع جو بايدن يعتزم “إعادة تقويم” علاقة الولايات المتحدة مع السعودية، والتعامل مع الملك سلمان، وليس الأمير محمد”. الذي ينظر له أنه بات يدير المملكة.
التقرير أضاف: إنه “وفي واشنطن، السؤال الآن هو ما إذا كانت الملاحظة الأخيرة تمثل مجرد ازدراء رمزي، أو ما إذا كانت تمثل تطورا أكثر أهمية، وأن الولايات المتحدة كانت تحاول ممارسة الضغط على الملك لتغيير خط الخلافة وخفض رتبة الأمير محمد”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الإدارة تسعى للضغط من أجل مثل هذا التغيير، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: إن المملكة العربية السعودية كانت شريكًا رئيسيًا في “العديد من الأولويات” ولكن الشراكة بحاجة إلى “عكس واحترام القيم والمصالح”.
مضيفا: “وبالمقابل فان الشعب الأمريكي يتوقع أن سياسة الولايات المتحدة تجاه شراكتها الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية تعطي الأولوية لسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. وبناءً على ذلك، ستتعاون الولايات المتحدة مع المملكة العربية السعودية.
وتابع: إن هذا التعاون سيكون “حيث تتوافق أولوياتنا ولن نخجل من الدفاع عن المصالح والقيم الأمريكية حيث لا تتماشى”. مردفا: “الرئيس بايدن أيضًا يريد أن يسمع كيف تنوي المملكة العربية السعودية تغيير نهجها للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، ونتطلع إلى تلك المناقشات لتشكيل مستقبل علاقتنا”….
التقرير تطرق إلى تصريح لبروس ريدل، (محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية وكبير زملاء معهد بروكينغز)، بأن: “بايدن كان يرسل رسالة واضحة إلى العائلة المالكة السعودية مفادها أنه طالما أن “محمد بن سلمان” كان في خط الخلافة، ستُعامل الجزيرة العربية “على أنها منبوذة” على حد تعبيره.
المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية، اضاف: “لا أعرف ما الذي تفكر فيه الإدارة (الرئيس جو بايدن)، لكن أفضل نتيجة ستكون [للسعودية] إزاحته (باشارة لولي العهد السعودي) واردف: “يمكنه التقاعد في شاتيو في فرنسا”. في تأكيد التوجه الامريكي للضغط باتجاه عزل الامير محمد بن سلمان.
وأشار التقرير في هذا السياق إلى: “نية مسؤولي المخابرات (سي آي إيه) لإصدار – ربما في وقت مبكر من الأسبوع المقبل – تقريرا رفعت عنه السرية إلى الكونجرس، يصف تقييمه لتورط ولي العهد السعودي المزعوم في مقتل جمال خاشقجي، الصحفي في واشنطن بوست الذي قُتل في القنصلية السعودية باسطنبول عام 2018”.
منوها بأن “مراقبين يرجحون أن تسعى الادارة الامريكية لتقليل العلاقة مع السعودية حتى بعد أن أوضحت أن لديها شراكة معها، حيث استخدم بايدن خطابه الأول في السياسة الخارجية ليعلن أن الولايات المتحدة ستنهي دعم الحملة الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن، وأنه أنهى مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية لاستخدامها في الصراع.
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الامريكي، أنتوني بلينكين: إنه “لا يزال ملتزمًا بتعزيز دفاعات المملكة العربية السعودية”. الامر الذي اكد عليه وزير الدفاع الامريكي اوستن، في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي بأن واشنطن ستوقف دعمها للسعودية في حرب اليمن وستبحث امكانية مساعدتها في الجوانب الدفاعية عن اراضيها.
من جانبها، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط التابع لمؤسسة كارنيجي، ميشيل دن، للغارديان إنه: “يبدو أن إدارة بايدن كانت تسعى لإرسال عدة إشارات في نفس الوقت: إنه يريد إنهاء تواطؤ الولايات المتحدة في حرب اليمن؛ ويريد متابعة اتفاق مع إيران. ويعتقد أن هناك حاجة مشروعة للسعودية للدفاع عن حدودها”.
وأضافت: إنه “قد تكون هناك أيضًا إشارة جديدة الآن مفادها أن الإدارة الجديدة ليست مستثمرة في MBS (محمد بن سلمان) سواء كان ذلك يعني أنهم يأملون في استخدام نفوذ الولايات المتحدة لاقتراح تغيير في الخلافة، لا أعرف. ربما كانوا يسعون إلى إبعاد أنفسهم قليلاً. يبدو أن نهج بايدن يزعج الدائرة المقربة من الأمير محمد.
وتابعت ميشيل دن في حديثها لصحيفة الغارديان، قائلة : إن “مخاوف إدارة بايدن ربما ذهبت إلى أبعد من تقييم المخابرات الأمريكية بأن محمد بن سلمان أمر شخصياً بقتل خاشقجي. يواجه العالم بأسره مشكلة عندما يتعلق الأمر بصعود محمد بن سلمان إلى العرش لأننا جميعًا رأينا كم هو متهور ووحشي”.
ويبدو أن مدخل إدارة بايدن للسعودية أثار قلقا لدى الدائرة المقربة من ولي العهد، ففي تعليق كتبه في مجلة “بوليتكوـ Politico ، أشار رجل الأعمال السعودي علي الشهابي، المقرب من العائلة المالكة، إلى أن الملك سلمان “كان يعمل لكنه كبير في السن. إنه رئيس مجلس الإدارة. لا يشارك في القضايا اليومية. في النهاية، سيرغبون في التحدث مباشرة إلى محمد بن سلمان”.
في السياق نفسه، قال سيث بيندر، الذي يعمل في مجال الدفاع في بوميد (مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط) إنه: “لا يعتقد أن إدارة بايدن لم تستهدف محمد بن سلمان بعينه، فلم يتحدث الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا يوم الأربعاء”. مضيفاً إنه: ” في نهاية المطاف ، فإن التمييز الذي يحاولون القيام به هو أن محمد بن سلمان فرد واحد وليس الدولة بأكملها”.
مضيفا: “وهو ما يتعارض مع الصورة التي يحاول محمد بن سلمان تصويرها بنفسه. إن فكرة أن الأمير محمد] مصلح يدخل السعودية إلى عصر جديد ، ليست صحيحة. بينما قد تعمل الولايات المتحدة مع الدول الاستبدادية، إلا أنها بحاجة إلى التمييز بين الحكام والدولة نفسها. لذا ينبغي أن تستمر مشاركتها مع السعودية في المضي قدمًا في القيام بذلك”.
يشار إلى أن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان (35 عاما) عين وزيرا للدفاع، وتزامن تصعيده إلى ولاية العهد، مع اعلان السعودية في مارس 2015م عن قيام تحالف عربي لدعم الشرعية في اليمن واطلاق عمليات عسكرية واسعة في اليمن باسم “عاصفة الحزم”، ضد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومحافظات شمالي وغربي اليمن يتركز فيها 80% من سكان اليمن.