“الانتقالي” يمتاز غضبا لما كشفه “العطاس” عن “الصراع الجنوبي” ويوجه للسعودية هذا الاتهام الخطير
الاول برس – متابعة خاصة:
وجه ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، اتهاما خطيرا للمملكة العربية السعودية، زعم فيه أن الرياض تسعى إلى تفجير حمام دم في المحافظات الجنوبية، عبر اذكائها ثارات الصراع السياسي القديمة وبعثها للواجهة.
وانتقد عضو وفد “المجلس الانتقالي” التفاوضي مع الشرعية، يحيى غالب الشعيبي، ما سماه “الاساءة السعودية” لأبناء المحافظات الجنوبية على خلفية لقاء تلفزيوني بثته قناة “العربية” المملوكة للرياض، مع رئيس الوزراء الاسبق، المهندس حيدر ابو بكر العطاس.
العطاس تناول التاريخ الأسود الدامي لحقبة الصراع في جنوب اليمن بين اجنحة نظام ما كان يعرف سابقاً “جمهورية اليمن الديمقراطية”، واتهم وزير الدفاع حينها علي عنتر الذي ينتمي للضالع مسقط رأس رئيس المجلس عيدروس الزبيدي بالمناطقية.
وقال عضو وفد المجلس الانتقالي التفاوضي مع الشرعية، يحيى غالب الشعيبي: إن “علي عنتر خط أحمر كجزء من تاريخ الجنوب الوطني، وقناة “العربية” السعودية أساءت لعلي عنتر وعليها الاعتذار و”وقف زرع الفتنة” بين القوى الجنوبية، حد تعبيره.
الشعيبي الذي كان مديرا لمكتب الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، اعتبر فتح قناة “العربية” ملف الصراع الدموي بين “رفاق” الحزب الاشتراكي خلال حقبة ما قبل الوحدة و”الاساءة” لعلي عنتر “اساءة الى شعب الجنوب بأكمله لم تتجرأ قناة الجزيرة على فعلها”.
مضيفا في تعليق تناقلته وسائل اعلام موالية للمجلس الانتقالي، السبت: إن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يجامل السعودية في تاريخ الجنوب، ولن يسكت عن الاساءة لقادته. ملمحاً بالرد على ما اعتبره اذكاء للفتنة في جنوب البلاد، بخطوة مماثلة تستهدف قادة السعودية.
وبثت قناة “العربية” الجمعة، عشية انطلاق مؤتمر الحوار الجنوبي الذي دعا “المجلس الانتقالي” إلى عقده في العاصمة المصرية القاهرة، مقابلة مع رئيس الوزراء في حكومة ما كان يعرف سابقاً “جمهورية اليمن الديمقراطية”، حيدر أبو بكر العطاس، في برنامج “الذاكرة السياسية”.
تركز اللقاء مع العطاس الذي قدمته القناة كآخر رؤساء جمهورية اليمن الديمقراطية، حول الوضع الدامي الذي تفجر في 13 يناير من العام 1986 وما تلاه من صراعات بين الفرقاء الجنوبيين وعن التيار المتطرف داخل الحزب الاشتراكي الذي قاده عبدالفتاح إسماعيل.
ونفى العطاس أن يكون تحقيق الوحدة اليمنية فرض بالقوة كما يحاول المجلس الانتقالي تسويق ذلك. مؤكداً أن الرئيس الجنوبي حينها علي سالم البيض، أصر على ان تكون وحدة اندماجية، ورفض خيارات مطروحة لوحدة كونفدرالية ووحدة فيدرالية بين شطري اليمن.
محذراً من تداعيات فرض واقع جديد في الجنوب، عبر تذكيره الجنوبيين بالتاريخ الأسود للصراع المناطقي الذي أعقب خلافات “الرفاق” في ثمانينيات القرن الماضي وخلف نحو 20 ألف قتيل مدني خلال أسبوعين، جرى قتلهم وفق مسقط رأسهم أو ما يسمى “قتل بالهوية”.
وأصاب رئيس الوزراء الأسبق، ومستشار الرئيس هادي، المهندس حيدر ابو بكر العطاس، ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للامارات، بمقتل عبر كشفه لجميع الجنوبيين فضيحة خطيرة وصادمة عن المجلس وما يخطط له، وتهديده حياة وارواح الجنوبيين.
جاء ذلك، بكشف المهندس حيدر ابوبكر العطاس، وهو اول رئيس وزراء عقب اعادة توحيد شطري البلاد، عن ان “المجلس الانتقالي” يقود جنوب اليمن والجنوبيين بنهجة المناطقي إلى كارثة محتومة تفوق بكارثيتها مجازر احداث 13 يناير 1986م والقتل بالهوية.
وقال المهندس حيدر ابو بكر العطاس في اللقاء الذي اجرته معه قناة “العربية” وبثته الجمعة ضمن برنامج “الذاكرة السياسية”: إن “وزير الدفاع الجنوبي الاسبق علي عنتر ملأ الجيش من مناطق الضالع ويافع وردفان وان هذا الامر كان من أبرز المؤاخذات عليه”.
الامر الذي ينطبق اليوم على التشكيلات العسكرية التي مولت الامارات تجنيدها وتسليحها لذراعها السياسي والعسكري في جنوب البلاد ممثلا بالمجلس الانتقالي، وانحدار غالبية منتسبيها من الضالع ويافع، مسقط رأس قيادات المجلس، ما ينذر بصراع جنوبي دامٍ.
وتحدث العطاس عن حادثة تفجير طائرة الدبلوماسيين عام 1974 التي أودت بحياة عدد من كبار القيادات الجنوبية آنذاك، قائلا: إن “محرضين للرئيس سالم ربيع علي دفعوه الى اسقاط الطائرة”. مشيرا إلى اختراقات دولية لجنوب البلاد عقب استقلاله.
ولفت إلى أن النظام السياسي في جنوب البلاد والذي عُرف باسم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت مخترقة دوليا منذ اول يوم لاستقلالها وهذا ما ادى الى كثرة المشاكل فيها”. في اشارة إلى دور مخابرات الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وغيرها.