في ذكرى الانقلاب .. الحوثيون يحتفلون بحصاد 7 مكاسب من ثورة “عفاش” المضادة (تفاصيل جديدة)
الاول برس – متابعة خاصة:
تتزامن الذكرى السابعة للانقلاب على الشرعية، مع احتفال جماعة الحوثي الانقلابية في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرتها، بحصاد ثمار انقلاب الرئيس السابق علي صالح عفاش على الشرعية وثورته المضادة والانتقامية من ثورة الشباب السلمية الشعبية (11 فبراير)، خصوصا بعد مصرعه بمواجهات مع الحوثيين شركائه في الانقلاب، مطلع ديسمبر 2017م.
واستغلت جماعة الحوثي الثورة المضادة للرئيس السابق علي عفاش، منذ الاطاحة به ونقل السلطة للرئيس عبد ربه منصور هادي في فبراير 2012م، وتمكنه من عرقلة اداء الحكومة واظهارها عاجزة عن توفير الخدمات وصرف المرتبات وبسط الامن والاستقرار عبر تمويله مئات التقطعات والتفجيرات والاغتيالات.
استطاع عفاش بأموال الشعب المنهوبة تمويل ثورة مضادة لاعادة نجله احمد علي لحكم اليمن، عبر تعميم الاضطراب العام في البلاد عبر مئات الاعتداءات على انابيب النفط والغاز وعلى ابراج وشبكة كهرباء محطة مارب الغازية وغيرها مما تسببت في تعميم شعور بالاحباط بين اوساط المواطنين وتحويله إلى سخط شعبي، عبر الاحتجاجات والاعتصامات وصولا للانقلاب.
رافق هذه الثورة المضادة التي قادها علي صالح عفاش، رغم تسامح الثورة الشبابية الشعبية معه ومنحه واسرته والعاملين معه، الحصانة القانونية من الملاحقة والمساءلة القضائية، حملة اعلامية وسياسية شعواء عبر ترسانة اعلامية سرعان ما انشأها بدعم اماراتي لتشمل قناة فضائية واذاعة خاصة وصحفا يومية، تحظى بتقنيات وكوادر اجنبية ومحلية محترفة.
وساعد عفاش، على بلوغ مآربه، التي جاهر بها علنا متوعدا الحكومة بما سماه “المعارضة على اصولها”، انتشار قيادات المؤتمر الشعبي وكوادره في جميع مؤسسات الدولة ومفاصلها، وعملهم على افشال هذه المؤسسات، رغم تمكن ثورة الشباب من الاطاحة بقياداتها ورموزها الفاسدة عبر ثورة المؤسسات، إلا أن “الدولة العميقة” لعفاش ظلت اكبر.
تمكن عفاش، عبر منظومة حكمه الفاسدة، من اعلاميين وسياسيين وعسكريين ومشايخ ومنظمات مجتمع مدني، وباغداقه الاموال المنهوبة عليهم، تشويه عهد التغيير وتحميل ثورة الشباب اوزار فساده ومؤامراته وثورته المضادة، وصولا لتأجيج الشارع للثورة على النظام (الرئيس هادي وحكومة الوفاق) باستغلال ازمات المشتقات النفطية والكهرباء والمياه والخدمات.
وبعد فشل محاولاته الانقلابية المتكررة، واخرها في (11 يونيو 2013) تحت مسمى ثورة شعبية ساخطة على الانهيار العام خدميا واقتصاديا، والانفلات التام اداريا وأمنيا، سعي لضرب خصمين له ببعضهما، عبر دعم تنفيذ جماعة الحوثي، خصوم الامس حلفاء اليوم، للانقلاب، من خلال تسليم معسكرات الحرس الجمهوري لهم والتحالف معهم ضد الرئيس هادي والحكومة ومؤتمر الحوار.
في المقابل، عمد الرئيس هادي وحكومة الوفاق إلى مطالبة الامم المتحدة الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية، بأن تضطلع بمسؤولياتها وادراج عفاش بقائمة العقوبات الدولية، وما تطلبه هذا من ادراج اليمن تحت البند السابع لمجلس الامن الدولي، والذي يخضع اليمن للوصاية الدولية ويجيز التدخل الدولي في اليمن، ليتبع هذا قرار مجلس الامن رقم 2216 وقيام التحالف العربي وانطلاق “عاصفة الحزم”.
ويرى مراقبون وسياسيون أن الحوثيون يحتفلون لأنهم حققوا عبر الثورة المضادة لعلي عفاش مكاسب لم يكونوا يحلمون بها، وليس اقلها الاستيلاء على مقدرات الدولة واسلحة ومعدات الجيش ومقدرات مؤسسات الدولة بصفتها المنقذة للبلاد مما آلت اليه احوالها، ثم الانفراد بالسلطة والحكم المطلق للعاصمة صنعاء ومناطق الانقلاب، بعد اتخاذ المؤتمر الشعبي ورئيسه عفاش، عبارة لهذه المكاسب.
مشيرين إلى أن من بين “أبرز ثمار انقلاب عفاش التي يقطفها الحوثيون في الذكرى السابعة لانقلابهم على الشرعية، يأتي الاستحواذ على الثروة ممثلة في الايرادات العامة للعاصمة و12 محافظة تسيطر عليها ومناطق في محافظتي تعز والضالع، وجميعها ذات الكثافة السكانية الاكبر، وما يترتب عليه من ايرادات كبيرة ضريبية وجمركية وخدمية”.
وذكر المراقبون في هذا السياق، بين أبرز ما يحتفل به الحوثيون في ذكرى انقلابهم، “الانتقام من الرئيس السابق علي صالح عفاش على خسائرهم الفادحة في ما عرف باسم “حروب صعدة” الست، التي ظل عفاش يناور فيها ويشعلها باتصال ثم يطفئها باتصال مع اقتراب قوات الجيش من حسم المعارك التي ظلت محصورة في مديريات بصعدة”.
لافتين إلى أن من بين “أبرز الثمار التي يحتفل الحوثيون بقطفها اليوم، في الذكرى السابعة لانقلابهم على الشرعية، تمكنهم من نشر النفوذ الايراني في المنطقة بزعم “التحالف مع محور ما يسمى المقاومة للهيمنة الامريكية والصهيونية الاسرائيلية ومناصرة الشعب الفلسطيني” حد تعبيرهم، ومجاهرة زعيم الجماعة مؤخرا علنا بالتحالف مع ايران في هذا المحور.
ونوهوا بأن “الحوثيين يحتفلون في ذكرى انقلابهم أيضا بنجاحهم في الانتقام من الجمهورية ومن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي اطاحت بنظام حكم الامامة في اليمن حتى وإن استمرت الجماعة في الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر كل عام، فتوقيت تنفيذ انقلابهم في 21 سبتمبر جاء ليمحو وهج 26 سبتمبر الذي تعتبره قيادات في الجماعة انقلابا”.
كما يسرد المراقبون والسياسيون بين “أبرز ثمار انقلاب الهالك علي صالح عفاش، التي يحتفل الحوثيون اليوم بقطفها في ذكرى الانقلاب، اقصاء المكونات السياسية والمجتمعية كافة من السلطة بزعم أنها جميعها أدوات عميلة للوصاية الخارجية وترتهن لدول التحالف ممثلة بالسعودية والامارات ودول الخليج والولايات المتحدة وبريطانيا” حد زعمهم.
مشيرين إلى “استمرار قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام في الداخل، في الشراكة مع الحوثيين بعد مصرع عفاش، وفي خدمة سلطة الحوثيين مقابل استمرار مصالحهم الشخصية النفعية، التي عرفوا بها وبتغليبها على ما سواها من مصالح وطنية عامة أو عليا للوطن، بيعا وشراء، كما كان زعيمهم عفاش، تابعا لمن يدفع ومطأطئا لمن لا يستطيع له حولا ولا قوة”.
لكن المراقبين في المقابل، يؤكدون أن الانقلاب الحوثي العفاشي لن يكتب له الدوام في ظل افتقادهم الاعتراف الاقليمي والدولي سياسيا، واستمرار المعارك والملاحم البطولية التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات. مؤكدين أن “الشرعية ستظل طوق النجاة الذي ينبغي على جميع اليمنيين الالتفاف حوله والتمسك به”.