ورد للتو .. قطر تدخل على خط الازمة السعودية اللبنانية وتطرح هذه المبادرة لانهائها (تفاصيل)

الاول برس – متابعة خاصة:

دخلت دولة قطر على خط الازمة الدبلوماسية بين السعودية ودول الخليج مع لبنان، على خلفية تصريحات الاعلامي اللبناني جورج قرداحي بشأن حرب اليمن ووصفها اياها بأنها “عدوان وحرب عبثية يجب ان تتوقف”.

كشف هذا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، قائلا: إن “الوساطة الوحيدة المطروحة على بساط البحث للتوصل إلى حل جاءت من قطر التي التقى أميرها مع ميقاتي في غلاسكو على هامش اجتماع قمة المناخ، الاثنين”.

مضيفا، في لقاء مع وكالة الانباء البريطانية (رويترز) الثلاثاء: “هناك إمكانية مبادرة من قطر”، لكنه أضاف أنها في مراحلها الأولية “لأن أمير قطر تحدث مع رئيس حكومة لبنان لكن لم يتحدث مع السعوديين بعد”.

تأتي المبادرة القطرية، رغم تنديد الدوحة بتصريحات قرداحي دون أن تعلن أي تحرك دبلوماسي بعد الأزمة الدبلوماسية التي بلغت حد سحب السعودية والامارات والبحرين والكويت سفراءها من لبنان ومطالبة سفراء الاخير بمغادرة اراضيها.

وقال وزير الخارجية اللبناني بو حبيب: إن “أمير قطر الذي استطاع حل النزاع الذي دام ثلاث سنوات بين قطر والسعودية وثلاث دول عربية أخرى في وقت سابق من هذا العام يستطيع أن يقوم بالوساطة بين لبنان والمملكة لسببين”.

مضيفا: “أولا هم واجهوا ذات المشكلة مع المملكة، وثانيا هم الآن أصدقاء… يعرف تجربة لبنان ومن أكثر الدول التي يهمها لبنان ويعرف أيضا المملكة”. مردفا: “إن شاء الله يقوم بهكذا مسعى وينجح ونحن سنعطيه كل ما نستطيع لكي ينجح بمهمته”.

وتابع: “توجد مساع ومساعدة من الأمريكيين والفرنسيين، ولكن لا يوجد مبادرة أخرى” غير المبادرة القطرية. متحدثا عن “شروط مستحيلة” تطرحها المملكة العربية السعودية، تمس السيادة اللبنانية واستقلال القرار الوطني للبنان.

وزير الخارجية اللبناني بو حبيب، قال: إن “المملكة العربية السعودية تملي شروطا مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور جماعة حزب الله المدعومة من إيران. لكن حزب الله مكون لبناني ولا يهيمن على البلد”.

مضيفا: إن حزب الله “مكون لبناني يلعب سياسة. نعم عنده امتداد عسكري إقليمي، لكن لا يستخدمه في لبنان، إقليميا”. وأردف: ““نحن أمام مشكلة كبيرة، إذا كانوا يريدون فقط رأس حزب الله، فنحن لا نستطيع أن نعطيهم إياه، نحن كلبنان”.

وتابع قائلا: “لأن تصريحات وزير الخارجية (السعودي) أن حزب الله وليس جورج قرداحي المشكلة”. منوها بأن “السعوديين لم يجروا أي اتصالات مع الحكومة التي تشكلت حديثا حتى قبل الخلاف الدبلوماسي الأخير”.

مؤكدا رفض لبنان الاملاءات السعودية، بقوله: “نحن مصرون أن يكون عندنا علاقات جيدة، لا بل ممتازة مع المملكة العربية السعودية، ولكن ينبغي أن نعرف بالضبط ماذا يريدون، وما هو بمقدورنا نحن كلبنانيين أن نلبي طلبات المملكة”.

مضيفا: “نفضل الحوار على الإملاء، وألا يكون.. اعملوا كذا أو لا. نحن نريد أن نعمل حوارا. نحن دولتان مستقلتان وكان في تعاون هائل بيننا تاريخيا”. وأردف: “الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد للمضي قدما لحل الخلاف”.

لكن وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب أوضح مقاطعة السعودية للحكومة اللبنانية قبل تصريحات قرداحي، وقال: “لم تكن هناك اجتماعات على أي مستوى بين الطرفين منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي منذ أكثر من شهر”.

مضيفا: “لم يكن هناك حوارا (مع السعودية) قبل مشكلة الوزير قرداحي. السفير السعودي هنا لم يتعاط معنا قط… السفير السعودي كان هنا وكان يتعاطى مع الكثير من الساسة اللبنانيين لكنه لم يتعاط معنا. ونحن نريد للسعودية أن تبقى هنا”.

وتابع بو حبيب قائلا: “وطبعا تضايقنا إنه لا يتكلم معنا، لكن هذا لا يعني أننا سنتخذ أي إجراءات… فإذا لم يقوموا بأي اتصال في السابق فكيف تريدون أن يقوموا بالاتصال اليوم. هم يرفضون الاتصال بأي مسؤول بالحكومة”.

موضحا أن ميقاتي كان “يتمنى أن يجتمع مع الوزير السعودي (في مؤتمر المناخ في غلاسكو) … لكن لا أظن أن السعوديين مستعدين لذلك. أنا كنت قد التقيت في بلغراد بالوزير السعودي وسلمنا على بعض ولكن رفض أن نجلس مع بعض. هذه كانت قبل الوزير جورج قرداحي”.

وقال بو حبيب: “في السعودية يوجد ربع مليون لبناني أو أكثر يعتاشون من هناك ويعتاش أهلهم منهم أيضا، فنحن نقدر هذا ونثمنه كثيرا”. لكنه أكد أن “اعتذار الحكومة غير وارد لأن الحكومة لم تغلط، والذي حكاه الوزير قرداحي كان قبل الحكومة، هل كنا مطلعين عليه؟ طبعا لا”.

يشار إلى أن وزير الخارجية السعودي فيصل فرحان، اعلن في تصريح صحافي أن “موقف المملكة العربية السعودية لم يكن مدفوعا بتصريحات جورج قرداحي فحسب، بل كان أيضا بسبب اعتراضها على الهيمنة المتزايدة لجماعة حزب الله المسلحة على السياسة اللبنانية”. حسب تعبيره.