عاجل .. تأكيد اغتيال “السيد” ومرافقيه بكمين مسلح محكم في هذا المكان النائي عن العيان
الاول برس – خاص:
وردت للتو، معلومات مؤكدة، من مصادر محلية عدة متطابقة، تفيد بتمكن مسلحين مجهولين، وبعد محاولات سابقة عدة، من تنفيذ عملية اغتيال بكمين مسلح محكم، اسفر عن اغتيال “السيد” ومرافقيه، في قرية الحبيل بمديرية لودر محافظة ابين.
وأفادت المصادر المحلية المتطابقة، أن “مسلحين مجهولين اطلقوا وابلا من النيران على حسين عيدروس السيد ومحمد الماسي في قرية الحبيل بمديرية لودر، واردياهما قتيلين مساء الاثنين، ولاذوا بالفرار، دون معرفة هويتهم أو دوافعهم للاغتيال”.
تأتي جريمة الاغتيال، عقب أقل من اسبوع، على تعرض موكب قائد ما يسمى “قوات الحزام الأمني” التابعة للمجلس الانتقالي في محافظة أبين، العميد عبداللطيف السيد لمحاولة اغتيال، بسيارة مفخخة، اعترضت طريقه على الخط العام في ابين.
وأعلنت قيادة “الحزام الامني في ابين”، أن موكب العميد عبداللطيف السيد تعرض لكمين مسلح في بلدة “الخضر” على الخط الحيوي الرابط بين مدينتي جعار وزنجبار، بدأ بتفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، واعقب التفجير اشتباكات مسلحة.
موضحة أن “الكمين تسبب بسقوط قتلى وجرحى بين مرافقي عبداللطيف السيد، ، حيث اشتبكوا عقب تفجير السيارة المفخخة مع عناصر مسلحة نصبت الكمين المسلح، ما أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين وثالث كان يقود السيارة المفخخة”.
وذكر البيان أن “قتيلين على الأقل سقطوا، وأصيب 7 آخرون في حصيلة أولية، بينهم مدنيون وجنود من الحزام الأمني، كانوا يرافقون قائد قوات الحزام الامني بمحافظة ابين لدى اعتراض السيارة المفخخة موكبه وتفجير الانتحاري نفسه داخلها”.
جاءت محاولة اغتيال القائد العسكري بمليشيات “المجلس الانتقالي” في ابين، عقب اسبوع على محاولة اغتيال مدير أمن محافظة لحج، العميد “صالح السيد” بكمين مسلح نُصب له في المدينة الخضراء، وتحديداً عبر الطريق الرابط بين منطقتي الرباط وجعولة.
وتعرض موكب العميد صالح السيد، لإطلاق نار كثيف في السابع من مارس الجاري، من مسلحين مجهولين كانوا على متن دراجات نارية، لتشتبك معها على الفور حراسته المرافقه له، ويتم ضبط سائق الدراجة النارية، فيما لاذ منفذوا الهجوم بالفرار، دون سقوط قتلى.
كما نجا قائد قوات الامن الخاصة في محافظة ابين، العميد محمد العوبان، نهاية فبراير الفائت من محاولة اغتيال جديدة، نفذها مسلحون نصبوا له كمينا مسلحا على الخط العام، واطلقوا على موكبه النيران، واشتبكوا مع مرافقيه، قبل أن يتمكنوا من الانسحاب والفرار.
من جهتها، وجهت مصادر امنية في محافظتي ابين ولحج، اصابع الاتهام إلى وكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار صالح عفاش، واتهمته بالتخطيط والاشراف على عمليات اغتيالات طالت المئات من القيادات الامنية والعسكرية والسياسية في جنوبي البلاد.
وتصاعدت مؤخرا الخلافات الحادة بين “المجلس الانتقالي” والمؤتمر الشعبي جناح الريس السابق، وطارق عفاش، قائد قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” في الساحل الغربي، إثر تحديه “الانتقالي” واشهار فرع المكتب السياسي لقواته في مدينة عتق.
أثار تحدي طارق، الرفض المعلن مسبقا من قيادة “الانتقالي” في شبوة، موجة غضب بين اوساط قيادات وسياسيي المجلس الانتقالي وانصاره، باعتباره “محاولة النظام السابق العودة للحكم على حساب دماء الجنوبيين وتضحياتهم في تحرير الجنوب ومناطق الشمال”.
وسارع “المجلس الانتقالي” إلى التراجع عن التهدئة والدبلوماسية حيال اشهار فرع مكتب طارق في شبوة، واضطر امام موجة غضب قياداته العسكرية والسياسية والقبلية، إلى انقاذ نفسه ومستقبله في المحافظات الجنوبية، بإعلانه “رفض انشاء اي كيانات يمنية في الجنوب”.
جسد الانتقالي اعلانه، بإصدار توجيهات إلى مليشياته باقتحام مقر حزب المؤتمر الشعبي في عدن واعتقال حراسته ومصادرته وتحويله مقرا لهيئة رئاسة المجلس، وسط مطالبات قيادات وسياسيي المجلس بإغلاق جميع فروع المؤتمر الشعبي في المحافظات الجنوبية.
لكن قيادات وسياسيي المجلس الانتقالي مازالت تُصعد باتجاه رفض رضوخ قيادات المجلس لضغوط الإمارات التي تفرض استيعاب اسرة الرئيس السابق علي عفاش ودعمها وتمكينها، باعتبار أن “وجهة هذا الدعم والتمكين تتجاوز العودة لحكم الشمال إلى الجنوب”.
ويجتمع جناح الرئيس السابق علي عفاش وقواته التابعة لطارق عفاش و”المجلس الانتقالي الجنوبي” وتشكيلاته العسكرية في العداء للشرعية والجيش الوطني، والسعي لإسقاطهما في شمال وجنوب البلاد، بدعم من التحالف يسير نحو تمكينهما سياسيا وعسكريا واقتصاديا من تقاسم حكم اليمن شمالا وجنوبا.
حسب خطابات ومواقف معلنة، فإن قيادات “الانتقالي” المنادي بانفصال جنوب اليمن، تلتقي في العداء للرئيس السابق عفاش وحزبه وأسرته بوصفها ارتكبت جرائم بحق الجنوبيين والجنوب عقب حرب صيف 1993م، لكن الامارات التي ترعى كلا الطرفين، تجمعهما لتبادل المصالح بما يخدم اجندتها في اليمن.
وضغطت الامارات على السعودية والشرعية اليمنية لإقالة محافظ شبوة السابق محمد بن عديو، عقب تجديد مطالبته علنا القوات الاماراتية بإخلاء منشآة وميناء بلحاف لاستئناف تصدير الغاز اليمني ورفد خزينة الدولة اليمنية بمليارات الدولارات وإنقاذ الاقتصاد والريال اليمني، اللذين ينهاران بفعل سياسات التحالف.
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.