ورد للتو .. الحوثيون يحسمون جدل سعر بيع المشتقات النفطية الواصلة ميناء الحديدة رسميا بهذا الاعلان
الاول برس – خاص:
حسمت جماعة الحوثي الانقلابية الجدل المثار بشأن التسعيرة الجديدة لبيع المشتقات النفطية الواصلة على متن السفن المفرج عنها والواصلة تباعا إلى ميناء الحديدة بموجب اتفاق الهدنة الانسانية الذي اعلنت الامم المتحدة توصل التحالف والحكومة اليمنية إليه مع الجماعة الجمعة الماضية، في عموم اليمن اعتبارا من السبت الفائت اول ايام شهر رمضان، ولمدة شهرين قابلة للتجديد.
وقال متحدث شركة النفط اليمنية التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء، عصام المتوكل: إن “أسعار المشتقات النفطية ستنخفض بشكل ملموس مقارنة بما هي عليه الآن في حال التزمت قوى التحالف بما جاء في الهدنة من السماح لسفن المشتقات النفطية بالوصول إلى ميناء الحديدة دون تعرضها لاحتجاز والقرصنة من التحالف”. حسب تعبيره في حديث متلفز، الثلاثاء.
مضيفا في مداخلة مع قناة “المسيرة” الناطقة باسم جماعة الحوثي: إن سعر بيع المشتقات النفطية في صنعاء ومحافظات سيطرة الجماعة “سيكون الأقل على مستوى الجمهورية”. وأردف: “إذا توقف احتجاز التحالف سفن المشتقات النفطية ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة فستلغى غرامات التأخير وبالتالي سينخفض سعر مبيعات المشتقات بشكل ملموس وسينعكس على كل شيء”.
واستدرك: “ونحن هنا نتحدث عن السفن التالية وليس عن السفن الأربع المحتجزة”. في اشارة إلى سفن المشتقات التي بدأ التحالف الافراج عنها ووصلت منها يومي الاحد والاثنين سفينتان احداهما تحمل (24189) طنا من المازوت والاخرى تحمل (32300) طنا من البنزين، فيما لا تزال اثنتان تحملان نحو 65 الف طن من البنزين في منطقة احتجاز التحالف قبالة ميناء جيزان.
مشيرا إلى أن “سعر البنزين 20 لتر في عدن غير المحاصرة 22,200 ريال وفي حضرموت 26,000 ريال وشبوه 30,000 ريال، والسعودية اليوم تبيع النفط لشعبها من المصافي المحلية بـ 46.60 ريال سعودي، أي ما يقارب 7400 ريال يمني، وهو انتاج محلي سعودي لا يتضمن تكاليف نقل بحري ولا تأمين بحري ولا غرامات تأخير وليس مربوطا بسعر بورصة ولا أي تكاليف اضافية”.
يأتي هذا بعد ساعات على نشر متحدث شركة النفط في صنعاء نفيا لما تداولته وسائل اعلام عن تحديد سعر البنزين20 لتر بــ 5700 ريال فور دخول السفن النفطية المحتجزة، والمنسوب إلى تغريدة باسم عضو ما يسمى “المجلس السياسي الاعلى” لسلطات الحوثيين. قائلا: “هذا الكلام غير صحيح والغرض منه اللعب بمشاعر ومعاناة الناس،.. نشر في حساب مزور لمسؤولين بصنعاء”.
في السياق، كانت شركة النفط في صنعاء اعلنت مساء السبت أنها “ترحب بالهدنه الإنسانية التي سيكون في تنفيذها تخفيف معاناة أبناء الشعب اليمني من أزمة الوقود الناتجة عن الحصار واحتجاز السفن من قبل تحالف العدوان بقيادة امريكا، وسيتم الإعلان عن السفن المفرج عنها رسمياً فور وصولها الى غاطس ميناء #الحديدة . والله الموفق”. حسب تعبير ناطق الشركة.
وأعلن المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ، في بيان مساء الجمعة، التوصل إلى هدنة انسانية في اليمن، قائلا: “أود أن أعلن أنَّ أطراف النِّزاع تجاوبوا بإيجابية مع مقترح للأمم المتحدة لإعلان هدنة مدتها شهران تدخل حيِّز التنفيذ السبت، الثاني من أبريل في الساعة السابعة مساءً بتوقيت اليمن”.
مضيفا: “ووافق الأطراف على وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية، بما فيها الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده. وعلى دخول سفن المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة وتسيير الرحلات الجوية التجارية من وإلى مطار صنعاء نحو وجهات في المنطقة محدَّدة مسبَّقاً”.
وتابع المبعوث الاممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبيرغ في بيانه المنشور على الموقع الالكتروني لمكتبه: “واتفق الأطراف أيضاً على الالتقاء تحت رعايتي للبحث في فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى في اليمن. والهدنة قابلة للتجديد بعد مدة الشهرين بموافقة الأطراف”.
مردفا: “أشكر الأطراف لعملهم معي ومع مكتبي بحسن نية ولتقديم التنازلات الضرورية للوصول إلى هذا الاتفاق. والهدف من هذه الهدنة إعطاء اليمنيين مهلة من العنف هم بأمس الحاجة اليها، وتفريج المعاناة الإنسانية، وأهم من ذلك لمنحهم الأمل في أنَّ إنهاء هذا النِّزاع ممكن”.
ونوه المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ بأنه “وما كان هذا الاتفاق ممكناً لولا الدعم الدولي والإقليمي الذي يلقى مني كل الامتنان والتقدير. ولضمان إنجاح تنفيذ هذه الهدنة والمضي قدماً نحو الخطوات القادمة، سيكون من المهم جداً استمرار هذا الدعم بطريقة مستدامة ومركَّزة”.
كاشفا عمَّا يسعى القيام به وإنجازه خلال فترة الهدنة الانسانية، بقوله: “وخلال هذين الشهرين، أخطط لتكثيف عملي مع الأطراف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ومعالجة إجراءات اقتصادية وإنسانية عاجلة واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية”.
وخاطب المبعوث الاممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، في بيانه المنشور على الموقع الالكتروني لمكتبه، جميع اطراف الحرب في اليمن، بلا استثناء، قائلا: أدعو الأطراف إلى الامتثال للهدنة بكامل عناصرها واحترامها واتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتنفيذها فوراً”.
مختتما: “إنَّ هذه الهدنة ما هي إلا خطوة أولى آن أوانها بعد تأخر طويل. وجميع اليمنيين من نساء ورجال وأطفال ممن عانوا كثيراً خلال سبع سنوات من الحرب لا يتوقعون أي شيء أقل من إنهاء هذه الحرب. وعلى الأطراف العمل على تحقيق النتائج التي تتواءم مع هذه التوقعات”.
من جانبهم اعلن الحوثيون شرطا لالتزامهم الهدنة، وقال متحدثهم العسكري في تغريدة على “تويتر” ليل السبت: “وفقا لما تم الاتفاق عليه مع الوفد الوطني في مسقط، نعلن دخول الهدنة الانسانية والعسكرية حيز التنفيذ والتزامنا بالوقف الشامل للعمليات العسكرية طالما التزم الطرف الاخر بذلك”.
وبموجب الهدنة الإنسانية، تتوقف العمليات العسكرية، على أن يتم السماح بتسيير رحلتين مدنيتين أسبوعيا من مطار صنعاء إلى مصر والأردن، وإدخال 18 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة، خلال شهري الهدنة، ومناقشة ملف فتح الطرقات المغلقة ومنفذ تعز والمحافظات الأخرى.
جاء اقرار الهدنة الانسانية عقب اعلان الحوثيين ما سموه “مبادرة سلام” التزموا فيها بإيقاف الهجمات على منشآت النفط السعودية والعمليات العسكرية بجميع الجبهات واطلاق الاسرى مقابل وقف التحالف بقيادة السعودية عملياته وغاراته الجوية ورفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة.
ونفذ المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ والمبعوث الامريكي تيم ليندركينغ مشاورات مكثفة مع التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي عبر وفدها المفاوض في العاصمة العمانية مسقط، بموجب المبادرة المعلنة عن الجماعة والتي حذر زعيم الحوثيين التحالف بقوله “ستندمون إن فوتموها”.
أعلنت جماعة الحوثي مبادرتها عقب تنفيذ طيران التحالف عملية جوية واسعة ردا على هجوم جوي كبير نفذه الحوثيون بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المجنحة، استهدفت منشآت الغاز والنفط في العاصمة الرياض ومدينة جدة وجيزان وأبها وخميس مشيط وظهران الجنوب ونجران، وتسببت بحرائق كبرى استمرت لأيام.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014.
ينفذ التحالف غارات جوية على ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، تسببت في مقتل وجرح قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية.
ومن جهتهم، ينفذ الحوثيون، هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة.
يبرر الحوثيون هجماتهم الجوية المتلاحقة على المنشآت الاقتصادية والعسكرية السعودية بما يسمونه “حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات طيران العدوان (التحالف) وحصاره واحتجازه سفن المشتقات النفطية لأشهر ومنع دخولها ميناء الحديدة رغم حصولها على تراخيص مرور اممية”.
لكن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية للعاصمة صنعاء”، بقدر “ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 الف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد” حسب تقارير اقليمية ودولية.
يشار إلى أن تقارير الامم المتحدة تؤكد أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار قطاعات الخدمات والاقتصاد والعملة وتوقف صرف الرواتب واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء”.