أخبار اليمن

ورد الان .. أول تصادم مباشر وعلني بين عيدروس الزُبيدي ورئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي (تفاصيل)

الاول برس – خاص:

شهدت العاصمة السعودية الرياض، أول تصادم مباشر وعلني بين عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس قاسم الزُبيدي المدعوم من الامارات ورئيس المجلس رشاد محمد العليمي المدعوم من السعودية، على نحو جسد ارادتين متضادتين، ما اعتبره مراقبون متوقعا سلفا.

جاء ذلك في نفي نائب رئيس مجلس القيادة رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” اللواء عيدروس الزبيدي، لما تضمنته المادة الاولى من قرار تشكيل المجلس الذي اصدره الرئيس هادي، وأول التزام تعهد به رئيس المجلس اللواء رشاد العليمي في أول خطاب رسمي له.

وقال الزبيدي خلال لقائه الاحد، وفد مشايخ صنعاء برئاسة أمين العاصمة صنعاء المُعين من حكومة معين عبدالملك، اللواء عبدالغني جميل: “لن يهدأ لنا بال إلا بعد وصولنا إلى امانة العاصمة صنعاء”. مؤكدا أن مجلس القيادة الرئاسي مجلس حرب لتحرير صنعاء.

مضيفاً، حسب ما نقل اللواء عبدالغني جميل في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” ليل الاحد عن مجريات اللقاء، قول الزبيدي: “نحن جميعنا في خندق واحد وعدونا الحوثي لا سواه”. بخلاف الاعلان الدستوري وخطاب العليمي المؤكد ان “مجلس القيادة الرئاسي مجلس سلام لا حرب”.

ونقل اعلاميون حضروا لقاء عيدروس الزُبيدي وعضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي لقاء مع المشاركين بالمحور الاعلامي في مشاورات الرياض، قول الزبيدي: إن “الهدف خلال المرحلة المقبلة صنعاء، وأن عدن ستكون عاصمة ومنطلق لتحرير كل اليمن”.

مشيرين إلى أن عيدروس الزُبيدي قال خلال لقائه مساء أمس الأحد، قال للاعلاميين: وحدنا صفوفونا لمواجهة الحوثيين فوحدوا خطابكم. لن نظل سبع سنوات آخرى، يجب حسم المعركة مع الحوثيين في سبعة أشهر. ونحن متجهون إلى صنعاء وكل شبر في اليمن”.

وهو الموقف ذاته الذي نقله مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية، المنبر الصحفي الثاني للنظام السعودي بعد صحيفة “الرياض”، عبدالله آل هتيلة، عن خطاب عيدروس الزبيدي في اللقاء الذي عقده بمقر اقامته في العاصمة السعودية الرياض، مساء الاحد.

وقال المسؤول السعودي عبدالله آل هتيلة في تغريدة على “تويتر”: إن “الهدف صنعاء، وعدن ستكون عاصمة ومنطلق تحرير كل شبر من الاحتلال الحوثي وحتى ذلك الحين ستكون البندقية واحدة والكلمة واحدة وبعدها سنحدد شكل المستقبل مع احتفاظ الجميع بحقوقهم وتطلعاتهم”.

تتزامن هذه التصريحات للزُبيدي التي اعتبرت بمثابة اعلان حرب، مع عقده بترتيب من التحالف، لقاءات مع قادة المحاور القتالية في صعدة، ومحافظ إب، والبرلماني حميد الأحمر وشقيقه االلواء الركن هاشم قائد المنطقة العسكرية السادسة سابقاً، ومشايخ وقيادات مأرب وصنعاء والحديدة.

واعتبر مراقبون هذا الخطاب والتوجه، مناقضا لما نص عليه اعلان الرئيس هادي نقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وتفويضه صلاحياته كاملة فجر الخميس، وأن الهدف من المجلس وقف نزيف دماء اليمنيين والدمار ومعاناة الشعب والتفاوض المباشر مع جماعة الحوثي، لانهاء الحرب واحلال السلام.

كما اشاروا إلى ان خطاب الزُبيدي يناقض أيضا أول وأبرز تعاهدات رئيس مجلس القيادة، رشاد العليمي لليمنيين في اول خطاب رسمي وجهه لهم، الجمعة، وتأكيده أن “المجلس هو مجلس سلام لا مجلس حرب”، معاهداً الشعب اليمني بإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن.

وقال السكرتير الصحفي بالرئاسة اليمنية سابقا، ومستشار وزارة الاعلام، مختار الرحبي في تغريدة على موقع “تويتر” الخميس، معلقا على تنحي الرئيس هادي ونائبه: “من المحزن ان من يتخذ قرارات مصيرية لليمن هي دول خارجية استطاعت الوصول إلى القرار السيادي والتحكم به”.

مضيفا: إن السعودية بضغطها على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الاحمر، لنقل السلطة إلى مجلس رئاسي دفعت بقياداته الموالية لها مناصفة بينها وبين الامارات “أصبحت تقرر من يتولى ومن يغادر الساحة السياسية وفق رؤيتها واجندتها الخاصة”. حسب تعبيره.

وتابع: “يمكن القول إن السعودية أخلت مسؤوليتها عن الحرب في اليمن، إن لم يكن كليا فبصورة كبيرة، وتركت المجال للقوى في الداخل؛ كي تنجز تسوية وفقًا لما يمكن تحقيقه من تفاهم مع الطرف الحوثي؛ لكن مصير البلد مرتبط بما يمكن أن ينجزه الطرف الشرعي أولا فيما بينه”.

محذرا في الوقت نفسه من تبعات كارثة لهذا الاجراء السعودي الاماراتي، جراء ما وصفه بالشقاقات الكبيرة بين أعضاء مجلس القيادة، وامكانية تسببها في نشوب حرب اهلية، قائلا: “أي ترتيب سياسي لا يمكن التنبؤ بمآلاته منذ اللحظة الأولى، تظل الأمور محكومة بما سينتج عنه”.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الاحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ويُعين قيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي اعضاء فيه.

قضى القرار بتعيين اللواء رشاد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب، وهم: سلطان العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون للشأن اليمني أن “نقل السلطة من هادي ونائبه يعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها وانهاء لتحالف دعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو حربا بخوض قواتها معركة حسم معهم”.

موضحين أن “التحالف، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها بنهاية المطاف”.

ولفتوا إلى أن “تعيين العرادة نائبا للرئيس او عضوا بمجلس رئاسي، سيترتب عليه تعيين القيادي المؤتمري في جناح الرئيس السابق ذياب بن معيلي محافظا لمارب ونقل قوات ما يسمى المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، إلى مارب لقيادة المعارك ضد الحوثيين”. حسب تأكيدها.

منبهين بأن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام سياسيا وعسكريا واقتصاديا”.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى