أخبار اليمن

كما ورد .. البِيض يغادر صمته ويصدر أول تعليق على انضمام “الانتقالي” لمجلس الرئاسة ويمين الزُبيدي (بيان)

الاول برس – خاص:

غادر “البِيض” صمته، وأصدر اول تعليق له على انضمام “المجلس الانتقالي الجنوبي” إلى مجلس القيادة الرئاسي للجمهورية اليمنية، المُشكل بضغط سعودي واماراتي على الرئيس هادي لنقل السلطة إلى المجلس وتفويضه كامل صلاحياته، فجر السابع من ابريل الجاري. متضمنا لأول مرة تحريضا ضمنيا ضد “المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وأنضم الرئيس السابق لجنوب البلاد، علي سالم البيض، إلى اصوات السياسيين الجنوبيين التي تتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، ببيع القضية الجنوبية والمتاجرة بها للتكسب الشخصي، في اول تعليق له على تشكيل التحالف مجلس قيادة رئاسي بديلا عن هادي ونائبه.

جاء هذا في تصريح لنجل علي سالم البِيض، السياسي والدبلوماسي السابق، هاني البيض، رأى فيه: أن تشكيل مجلس القيادة، أنهى أي وجود للقضية الجنوبية، وطوى إلى الأبد شعار “استعادة دولة الجنوب” ما قبل اعادة توحيد شطري اليمن، التي ظل يرفعها المجلس الانتقالي.

وقال نجل الرئيس الجنوبي السابق، في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” الاحد: “دون شك يمر الجنوب بطريق صعب يتطلب فهم ووعي نخبوي لهذه المرحلة ومترتباتها .. وأهمية الاستفادة من تجارب الماضي سياسيا وعسكريًا واقتصاديًا ..”.

مضيفا في تغريدة ثانية: “لم يتشكل راي عام واضح تجاه المجلس الرئاسي، ولا نستطيع تحديد موقف مناهض الآن، فهو يضم قيادات جنوبية نثق بها جيدًا بتحمل المسؤولية بهذا الائتلاف السياسي المعقد. ولكنني استطيع القول ان المجلس لن يكون مع عودة الجنوب!”.

وتابع نجل رئيس الشطر الجنوبي سابقا: “لم يتشكل راي عام واضح تجاه المجلس الرئاسي، ولا نستطيع تحديد موقف مناهض الآن، فهو يضم قيادات جنوبية نثق بها جيدًا بتحمل المسؤولية بهذا الائتلاف السياسي المعقد. ولكنني استطيع القول ان المجلس لن يكون مع عودة الجنوب!”.

مستدركا: “وهذا لا يعني إن مصير الجنوب وقضيته يتوقف على المجلس ورهن الظرف الحالي”. وأردف ساخرا باستعارة مقولة للروائي نجيب محفوظ: “أحياناً يكون أقوى إنجازاتك بالحياة هو أنك مَازلت بِقواك العقلية، ومَازلت تتعامل بأخلاق مع أنك مُحاط بكمية لاتُحصى مِن الحَمقى!”.

ومضى محرضا: “اعتقد يستطيع الجنوبيين اليوم رص صفوفهم بشكل أوسع وافضل من قبل فهم بحاجة لبعض للصمود بهذه المرحلة وخروج علي محسن وهادي من المشهد السياسي يساعد في اجراء مصالحات جنوبية حقيقية وحوار وتفاهمات ممكنة بين كثير من القوى الوطنية والشخصيات الاجتماعية والسياسية”.

كما علق على تأدية اليمين الدستورية وتحريف رئيس “الانتقالي” نصه، بقوله: “الطبيعي ان اليمين الدستورية تؤدي امام برلمان منتخب شرعي غير منتهي الصلاحية، ومع هذا اقسم الزُبيدي باهم مايهم الشعب الآن شمالًا وجنوبًا ومايستطيع يلتزم به امام ربه وضميره والناس”.

مضيفا: “اما خرافة الوحدة فهي مزايدة من الذين دفنوها في94 بالفتاوي والحرب، والحلفان بها يترتب عليه الحنث باليمين”. وأعاد نص القسم الذي ادلى به الزُبيدي، معلقا بكلمات اغنية لإيهاب توفيق: “اكتر من كده ايه عمري اخدته قلبي دخلته كل كلام الحب انا قولته” مع ايقونة تعبيرية ضاحكة.

جاء موقف البيض، بعد أيام من إعلان نائب رئيس مجلس القيادة، رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”، اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، تخليه عن شعار “استعادة دولة الجنوب” واعلانه لأول مرة، احالة هذه القضية للديمقراطية لتقرر عبر صناديق الاقتراق ما يسميه “تقرير مصير الجنوب”.

وقال الزبيدي في لقائه بالرياض الصحفيين والإعلاميين المشاركين في المحور الإعلامي في المشاورات اليمنية: “الجميع اليوم جنود مع هذا الوطن حتى تنتهي الفترة الانتقالية، لتأخذ بعدها الديمقراطية مسارها، وهناك مشروع عربي نهضوي حضاري يجب أن ينتصر في هذه المنطقة”.

قوبلت تصريحات الزبيدي، بموجه استياء في أوساط أنصاره ومؤيديه، عبر عنه عدد من الناشطين الجنوبين على مواقع التواصل الإجتماعي، معتبرين أن تعيين الزبيدي في منصب نائب رئيس مجلس القيادة “بدل موقفه وأصبح يتحدث بلسان الشماليين، ويتاجر بشعار استعادة الدولة الجنوبية”.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون على حضورها، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية.

قضى القرار بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.

ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي فوضه الرئيس هادي في السابع من ابريل الجاري، كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.

مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.

ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.

منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى