ورد الان .. التوتر يتصاعد في المخا ومشايخ وأعيان المديرية يصدرون اعلانا خطيرا ويتوعدون بهذا (بيان)
الاول برس – خاص:
تتصاعد حدة التوتر في مدينة المخا، جنوب غرب محافظة تعز، إثر حملة اعتقالات واسعة نفذتها عناصر تابعة لوكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار محمد صالح عفاش، طالت عشرات الشباب، إثر اعتزامهم تنفيذ تظاهرات احتجاجية تطالب مجلس القيادة الرئاسي بـ “انهاء حكم المليشيات وبسط نفوذ الدولة ومؤسساتها وسيادة النظام والقانون”.
وفي تطور لتداعيات الحملة، أدانت الأمانة العامة لملتقى مشائخ واعيان مدينة المخا بمحافطة تعز في بيان لها “قيام قوات امنية تابعة لطارق صالح بحملة اعتقالات واسعة لشباب المديرية”. وأعلن ما سماه ” التمسك بالنضال السلمي”. مؤكدا “رفض الصمت امام هذه الانتهاكات الصارخة والاعتداءات المستمرة التي حولت الحياة في منطقتنا الى جحيم لا يطاق”.
في ما يلي نص البيان، الذي تداوله نشطاء على نطاق واسع بمنصات التواصل الاجتماعي، ليل الخميس:
نعلن تمسكنا بالنضال السلمي وإدانة ما يتعرض له المواطنون من أبناء مديرية المخا من قمع وإهانات وضرب واعتقالات تعسفية دون أي مبرر وبلا وجهة حق أو مسوغ شرعي يجيز لتلك القوات ممارسة كل هذه الانتهاكاتها الإجرامية بحق أبنائنا وأهلنا.
ونستنكر وندين تنفيذ قوات تابعة لطارق صالح حملة الاعتقالات الواسعة التي يتعرض لها شباب مديرية المخا من قبل عناصر امنية يقودها عمار صالح منذ يومين والزج بهم في سجون سرية تابعة للامارات بتهم باطلة وملفقة وعارية عن الصحة.
لن نقف مكتوفي الايدي امام هذه الانتهاكات الصارخة والاعتداءات المستمرة التي حولت الحياة في منطقتنا الى جحيم لا يطاق، وغابة موحشة ينتظر الجميع فيها اما الاختطاف او التصفية او القتل المباشر من قبل قوات جاءت من خارج المنطقة.
وهنا نؤكد أننا سنرفع اصواتنا عاليا وأن تصعيدنا لن يقف عند حد؛ إلى أن يتم ايقاف هذه الوحشية والابتعاد عن إلحاق الأذى بأبناء المنطقة والالتزام بعدم التعامل معهم خارج القانون واعادة مؤسسة الدولة إلى المنطقة لتحكم الحياة المدنية.
ونحمل طارق صالح واخيه عمار المسؤولية الكاملة عن حياة الشباب المختطفين وعلى راسهم ايمن عبده سعيد وضياء عبادي وعبدالرزاق خالد حزوم، محذرين من أي حماقات قد ترتكب ضدهم من خلال تعذيبهم وإلحاق الضرر بهم داخل السجون السرية.
ونطالب قوات طارق صالح بالإفراج الفوري عن الشباب المختطفين وكل المواطنين المعتقلين في سجون معسكراته المدعومة من الإمارات، دون قيد أو شرط مؤكدا عدم شرعية وقانونية الاعتقالات التعسفية التي تطال شباب ومواطني المخا والساحل الغربي.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية وقبلية، متطابقة، في وقت سابق، أنباء تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في مدينة المخا، التابعة لمحافظة تعز، والخاضعة لسيطرة قوات ما يسمى “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” التي يقودها طارق عفاش في مدن الساحل الغربي المحررة، بتمويل اماراتي.
وأفادت المصادر المتطابقة، بأن “مديرية المخا، تشهد منذ الثلاثاء بالفعل، انتشارا واسعا للعناصر التابعة لعمار عفاش (وكيل جهاز الامن القومي سابقا) وحملة مداهمات واعتقالات، لعدد من الشباب، وإخفائهم في سجون خاصة تابعة لمعسكرات طارق عفاش، بتهمة الانتماء لخلايا تجسسية”.
موضحة أن “الحملة اختطفت حتى الان عشرات الشباب في المخا ومديريات الساحل، ومن بين الشباب المختطفين أحمد حسن عمر، وعبدالرزاق خالد حزوم، وحسام عبده حسن ناجي، وضياء سند عبادي، وخلدون محمد العامري، وعلي الخيامي، وعبدالله عيطان، ومعين العمودي، تم اقتيادهم لسجون طارق”.
وذكرت المصادر المحلية، إن “عددا من الشباب تم اقتيادهم إلى سجون عنبره، والبعض منهم إلى سجون سرية، تابعة لمعسكرات طارق عفاش، ويشرف عليها شقيقه عمار، المسؤول عن نشاط الامن السياسي والمخابرات، لقوات المقاومة الوطنية، في مديريات الساحل الغربي المحررة، والمحافظات المحررة أيضا”.
منوهة بأن “قوات طارق وعناصر عمار، اخفت الشباب المختطفين قسريا، ومنعت عن ذويهم أي معلومات عنهم أو التواصل معهم، كما هو حال كثير من المختطفين الذي يفرج عن بعضهم بعد سنوات من التعذيب والقهر، ويموت عدد منهم تحت التعذيب ويلقى بجثثهم في الاماكن المهجورة، كما حدث مع حالات عدة”.
وأشارت المصادر المحلية إلى أن الشباب المختطفين “جرى اختطافهم تعسفيا واعتقالهم، على خلفية ارائهم ومواقفهم المنتقدة للممارسات التعسفية لقوات طارق بحق المواطنين ونهب اراضيهم والاتاوات الجائرة التي تفرض على الصيادين والمزارعين والتجار، ومطالباتهم الحكومة بالتدخل لانقاذهم وبسط سيادة الدولة والقانون”.
لافتة إلى أن “عددا من شباب المخا كانوا دعوا إلى خروج تظاهرات شعبية واسعة توصل رسالة إلى مجلس القيادة الرئاسي بمعاناتهم الناجمة عن تسلط حكم المليشيات، وتطالب ببسط الدولة نفوذها وسيادتها وسلطاتها واحلال النظام والقانون، وانهاء التعسفات التي تطال المواطنين من منتسبي القوات المشتركة (التشكيلات العسكرية الموالية للامارات”.
ويأتي هذا عقب إقرار ما يسمى قوات “المقاومة الوطنية حراس الجمهورية” التي يقودها طارق عفاش في الساحل الغربي بتمويل اماراتي، لأول مرة، مطلع ابريل الجاري، بحقيقة السجون الخاصة في معسكراتها واعتقالها مواطنين مدنيين، عبر اعلانها رسميا عن اطلاق عدد منهم تنفيذا لما سمته “مكرمة العميد طارق صالح”.
جاء ذلك في خبر نشرته وسائل اعلام طارق عفاش، في الرابع من ابريل الجاري، عمَّا سمته “افراج المقاومة الوطنية عن دفعة من السجناء المحتجزين في إطار التعاون مع السلطات الأمنية المحلية”. زاعمة أن عملية الافراج “”أتت بمكرمة من قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي العميد طارق محمد عبدالله صالح”.
وقالت وسائل الاعلام التابعة لطارق، محتفية بالمكرمة: “أتت عملية الإفراج بمكرمة من قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي العميد طارق محمد عبدالله صالح بمناسبة شهر رمضان المبارك هذا العام شملت عددا من السجناء لدواعٍ إنسانية بحتة”. ما اعتبره حقوقيون اول اعتراف رسمي من قوات طارق باعتقال مدنيين.
حسب تقارير منظمات حقوقية، نشرتها في وقت سابق، فقد رصدت هذه المنظمات ومنها منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف “اعتقال عشرات المدنيين في سجون غير قانونية تابعة لمعسكرات القوات المتواجدة في مدن الساحل الغربي المحررة، وتعرضهم لانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان تشمل التعذيب والقتل تحت التعذيب”.
موضحة أن “الاعتقالات تتم خارج اطار القانون ويتم اخفاء المعتقلين قسريا على خلفية ارائهم ومواقفهم المعارضة لممارسات التشكيلات العسكرية في الساحل الغربي”. وأن “عددا من المعتقلين قتلوا تحت التعذيب واخرين انتحروا هروبا من التعذيب”. وسط اتهامات لوكيل جهاز الامن القومي سابقا، العميد عمار عفاش بإدارة عمليات الاختطاف.
وأكد هذه الاتهامات لعمار عفاش، ضباط وجنود في قوات طارق، ناجون من معتقلات وسجون معسكرات “المقاومة الوطنية” و”العمالقة الجنوبية”، قدموا شهادات مصورة لما يجري داخل هذه السجون السرية، واشهرها سجن في معسكر “ابو موسى” وأدوات التعذيب وابرزها ما يُعرف باسم “الضغاطة”، مؤكدين “مقتل معتقلين عدة تحت التعذيب”.
يشار إلى أن قوات طارق عفاش وتشكيلات عسكرية محلية اخرى تضم “العمالقة الجنوبية” و”المقاومة التهامية”، ضمن “القوات المشتركة” الموالية للامارات؛ تفرض سيطرتها على مدن الساحل الغربي المحررة وتهيمن على سلطاتها المحلية ومكاتبها التنفيذية وادارات امنها، لمصالحها الخاصة، وخدمة اجندة اطماع الامارات في سواحل اليمن وجزره.