أخبار اليمن

ورد للتو .. عيدروس الزُبيدي يفاجئ الجميع بإعلانه هذا الرد على انتقادات واستنكار تحريفه اليمين الدستورية

الاول برس – خاص:

فاجأ رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”، عيدروس قاسم الزُبيدي، الجميع من جديد، بإعلانه أول رد رسمي على الانتقادات الموجهة له والاستنكار الواسع لتحريفه اليمين الدستورية، لدى تأدية مجلس القيادة الرئاسي اليمين امام مجلس النواب برئاسة الشيخ سلطان البركاني في عدن، الثلاثاء، وجدد تحديه الجميع في الداخل والخارج بخطاب يعزز تمسكه بانفصال جنوب البلاد.

وقال عيدروس الزُبيدي لدى ترؤسه اجتماعاً لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، في عدن، الخميس: إن “المجلس الانتقالي يؤكد التمسّك بالثوابت الوطنية الجنوبية والسعي مع كل الخيرين من أبناء الجنوب لتعزيز الاصطفاف الجنوبي بما يضمن تضافر جهود الجميع لتحقيق تطلعات شعب الجنوب”. وفقا لما نقله الموقع الالكتروني للمجلس الانتقالي.

مضيفا: “يجب العمل السريع لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض ومنها تعيين محافظين ومديري أمن لمحافظات حضرموت، والمهرة، وسقطرى، ولحج، وأبين، والضالع، ونقل القوات العسكرية إلى جبهات القتال، وهيكلة وزارتي الدفاع والداخلية، وإعادة تشكيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، وهيئة مكافحة الفساد، وإصلاح المنظومة الإقتصادية والمالية”.

وأصدر توجيهاته إلى “هيئات المجلس وقياداته وتكويناته بتكثيف جهودها والعمل الجاد على تنفيذ مخرجات مشاورات الرياض، والدفع باتجاه معالجة كافة القضايا المتصلة بحياة الشعب في الجنوب”. حسب تعبيره. ذاكرا في مقدمها “توفير الخدمات، ووقف انهيار العملة المحلية، وتأمين صرف المرتبات، وإطلاق عملية التنمية والإعمار في محافظات الجنوب كافة”.

من جانبها، “عبّرت هيئة رئاسة المجلس عن دعمها لجهود مجلس القيادة الرئاسي الهادفة لمعالجة كافة الاختلالات وتوطيد دعائم الاستقرار الأمني والمعيشي”. كما “جددت دعمها ومساندتها لجهود السلطة المحلية والسلطات الأمنية في العاصمة عدن بقيادة أحمد حامد لملس الأمين العام لهيئة لرئاسة المجلس، وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن”.

وطالبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، حسب ما اورده الموقع الالكتروني للمجلس، الحكومة المشكلة مناصفة بين المجلس والشرعية اليمنية، في سبتمبر الماضي، بموجب آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض (نوفمبر 2019م) بـ “تقديم كل أوجه الدعم لإنجاح جهوده لتعزيز الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات والبدء في عملية التنمية والإعمار”.

يأتي هذا بعدما، تعمد عضو مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزُبيدي، خلال اداء رئيس واعضاء مجلس القيادة اليمين امام مجلس النواب برئاسة الشيخ سلطان البركاني، وحضور سفراء الدول الخمس دائمة العضوية وسفراء دول الاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون الخليجي والمبعوثون الاممي والامريكي والسويدي إلى اليمن، تحريف نص اليمين الدستورية.

وقال الزُبيدي، خلال مراسم أداء اليمين: “بسم الله الرحمن الرحيم، أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله .. وأن أحافظ مخلصاً على النظام وأن احترم الدستور والقانون .. وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته رعاية كاملة .. وأن أحافظ على الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه”. بينما النص “احافظ على النظام الجمهوري، .. ووحدة الوطن واستقلاله،..”.

لقي هذا التحريف، احتفاء واسعا بين سياسيي وناشطي “الانتقالي” المتعصبين لدعواته الانفصالية وما يسميه “استعادة دولة الجنوب”. معتبرين أن “نص اليمين الذي أداه الرئيس الزُبيدي مثّل محافظةً على القضية الجنوبية، وبرهن على أن المجلس الانتقالي متمسك بتحقيق حلم شعبه المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط”. بعد استياء واستنكار قبول الزُبيدي بعضوية مجلس الرئاسة.

وفي المقابل، قوبل تحريف الزُبيدي نص اليمين الدستورية المحدد في الدستور، أثناء أدائه القسم ، وتجاهله متعمدا ذكر “النظام الجمهوري” و”الوحدة”، رغم قسمه باحترام الدستور؛ بتنديد واسع خاصة من أعضاء مجلس النواب الممثلين عن المؤتمر الشعبي العام وحزب “الإصلاح” المشاركين في الجلسة التي أدى خلالها رئيس وأعضاء مجلس القيادة اليمين أمامها.

معتبرين تصرف عيدروس الزُبيدي وتحريفه اليمين الدستورية “استهتاراً وخطوة تؤكد انحيازه لمشاريعه الخاصة”. ولفتوا إلى أن هذا الموقف من جانب رئيس الانتقالي “يدل على نيته استغلال منصبه نائباً لرئيس مجلس القيادة من أجل تمرير أهدافه الشطرية. وتصريحا باتخاذ مشاركته في مجلس القيادة المشكل من السعودية بديلاً لهادي ونائبه، جسر عبور لتحقيق ذلك”.

وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن، عبر عقد مشاورات دعت إليها مختلف الاطراف اليمنية وامتنع الحوثيون على حضورها، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث للشرعية.

قضى القرار بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.

ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي فوضه الرئيس هادي في السابع من ابريل الجاري، كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.

ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن “نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم”.

مشيرين إلى أن “التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف”. حد قولهم.

ولفتوا إلى أن “من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا” والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.

منوهين بأن “التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية”. لافتين إلى “وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل”.

يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني “تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي”.

 

شاهد الزُبيدي يرد على منتقدي تحريفه اليمين الدستورية:

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى