أخبار اليمن

شاهد .. واقعة مرعبة تعيد للاذهان “دموية الماضي” وتثير مخاوف الجنوبيين من حكم “الانتقالي” للجنوب (صور + فيديو)

شاهد .. واقعة مرعبة تعيد للاذهان “دموية الماضي” وتثير مخاوف الجنوبيين من حكم “الانتقالي” للجنوب (صور + فيديو)

 

الاول برس – خاص:

 

انتشرت على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي بين اوساط اليمنيين، مشاهد بشعة ومروعة، لواقعة اعتداء سافرة وهمجية، بدت لكثيرين مفاجئة وصادمة وغير مسبوقة، لكنها أثارت مخاوف المواطنين في المحافظات الجنوبية من مآلات تمكن “المجلس الانتقالي الجنوبي” من حكم جنوب البلاد باعتراف اقليمي ودولي، لكونها “اعادت إلى الاذهان مشاهد مآسي الماضي وصراعاته المناطقية الدامية” حسب تعبيرهم.

وثقت مشاهد الفيديو المتداول، اعتداء جديدا سافرا ومشينا نفذته مليشيات “المجلس الانتقالي الجنوبي” بحق سلطات حكومية، اقتحمت اجتماعا لها، واعتقلت عددا من المسؤولين دون اي مسوغ قانوني يخولها او يبرر جريمتها، عدا تضمن الاجتماع تهنئة بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، على نحو أظهر بالبرهان أنها “مجرد عصابات منفلتة لا تتورع عن فعل اي شيء”.

ونفذت مليشيات المجلس الانتقالي” التابع للامارات، اقتحاما مسلحا لاجتماع المكتب التنفيذي للسلطة المحلية في محافظة أرخبيل سقطرى، صباح الثلاثاء، مع محافظ المحافظة رمزي محروس (عبر تطبيق الزوم)، تضمن تهنئة الاخير لهم من العاصمة المؤقتة عدن، بالعيد الوطني الثاني والثلاثين للجمهورية اليمنية، ذكرى اعادة توحيد شطري اليمن، تنفيذا لتوجيهات قائد القوات الاماراتية في المحافظة.

حسب مقطع الفيديو المتداول، فقد اقتحمت مليشيات “الانتقالي” بقيادة مدير امن المحافظة المُعين من رئيس المجلس الانتقالي في سقطرى علي محمد الدكسمي، اجتماعا للمكتب التنفيذي للسلطة المحلية لمحافظة سقطرى، عقب ربع ساعة على بدء الاجتماع داخل أحد المرافق الحكومية في المحافظة، ووجهت أسلحتها على قيادات السلطة المحلية المجتمعين واعتدت عليهم واقتادت بعضهم إلى جهات مجهولة.

وأدان محافظ أرخبيل سقطرى، رمزي محروس، الاقتحام المسلح من مليشيات “المجلس الانتقالي” لاجتماع السلطة المحلية للمحافظة، وطالب في مداخلة هاتفية مع قناة “المهرية”، مجلس القيادة الرئاسي بإعادة مؤسسات الدولة للجزيرة وإنهاء انقلاب ميليشيا الانتقالي”. المستمر منذ يونيو 2020م، بدعم مباشر من القوات الاماراتية المتواجدة في الجزيرة ضمن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.

موضحا أن “مليشيا الانتقالي اقتحمت مقر الاجتماع اثناء مناقشة السلطة المحلية الوضع الخدمي والاحتياجات العاجلة للمحافظة التي تعاني الانقلاب، ونقص المواد الغذائية والمحروقات”. وقال: إن “المليشيا لا يهمها المواطن ولا وضع الجزيرة، لكن السلطة المحلية حريصة على خدمته مهما كانت الظروف وبحسب الإمكانات المتاحة”. وأضاف: “نطالب مجلس القيادة الرئاسي بإعادة مؤسسات الدولة وانهاء الانقلاب”.

وقوبل اعتداء مليشيا “المجلس الانتقالي” على السلطة المحلية المنتخبة لمحافظة ارخبيل سقطرى، بموجة استنكار وادانة واسعة عمت الاوساط السياسية اليمنية، فقال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي: إن “اقتحام مليشيات الانتقالي القادمة من خارج سقطرى اجتماع المكتب التنفيذي لمحافظة سقطرى واعتدائها على قيادات المحافظة بطريقة بلطجية تدل على أن هذه المليشيات بدون أخلاق ولا قيم ولا احترام لقيادات الدولة”.

مشددا في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة التواصل الاجتماعي “تويتر” ليل الثلاثاء، مرفقة بفيديو الاقتحام، على “ضرورة وقوف الجميع مع رئيس المجلس الرئاسي من أجل توحيد القوات والجماعات المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة لتكون تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس الرئاسي وتفعيل مؤسسات الدولة لتتمكن من توفير الخدمات الأساسية وتتحمل مسؤوليتها أمام الشعب اليمني”.

وعلق الناشط والقيادي في “المقاومة الجنوبية”، عادل الحسني، قائلا: إن ما جرى في سقطرى تم “بتعليمات من الضابط الإماراتي والحاكم الفعلي لجزيرة سقطرى خلفان”. متوجها في المقابل إلى جميع اليمنيين على اختلاف توجهاتهم وتنوع مناطقهم الجغرافية في انحاء اليمن، بتساؤل: “هل هناك يمني عنده كرامة يقبل بما تصنعه الإمارات وميلشياتها في سقطرى؟”. في اشارة إلى فرض الامارات نفوذها الكامل على المحافظة.

من جهته، قال الإعلامي صلاح بن عمر بابقي: إن “ما جرى في سقطرى من بلطجة لمليشيات الانتقالي ضد مسؤولين في الدولة، يطرح سؤال عمَّا يحدث للمدنيين المعارضين لهمجية عصابات الإمارات في محافظات اليمن الجنوبية”. وطالب الناشط الصحفي صالح منصر اليافعي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بإدانة الاقتحام واعتقال مدير مكتب محافظ سقطرى وممثل الدولة والشرعية التي يرأسها في سقطرى”.

وعلقت الناشطة الجنوبية شفاء الناصر على ما حدث في سقطرى بتغريدة على حسابها بمنصة التدوين المصغر “تويتر”، قائلة: “بعد ان شاهدت مقطع فيديو لمليشيات الانتقالي وهي تقتحم اجتماع للمكتب التنفيذي في سقطرى, يقنت ان توحيد الجهود ووحدة الصف وطي صفحة الماضي وتقديم مصلحة الوطن، كلها مصطلحات فضفاضة غير موجودة على أرض الواقع”. متفقة في ذلك مع طروحات الكثير من السياسيين والنشطاء.

محذرين من عودة جرائم الاختطاف والاعتقال والتعذيب والقتل والسحل، التي المحافظات الجنوبية، عقب انتزاع الاستقلال عن الاحتلال البريطاني، جراء تصفيات سياسية على خلفية نعرات وصراعات مناطقية، غذتها حصر قوات الجيش والامن من مناطق ومحافظات بعينها، وانحيازها لتيارات سياسية تنتمي قياداتها إلى هذه المحافظات، في اطار ما عرف باسم “الزمرة” و”الطغمة” وتجاوزها هذه القيادات إلى جميع المنتمين لمحافظاتهم.

يشار إلى أن مليشيا المجلس الانتقالي، تسيطر على محافظة ارخبيل سقطرى، منذ انقلابها على الشرعية في يونيو 2020م، بدعم من القوات الاماراتية وتواطؤ قوات الواجب السعودية، التي تسلمت حراسة المنشآت من الجيش، للتهدئة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى