ورد الان .. اعلان اممي مفاجئ عن عقد اول جلسة مفاوضات عسكرية رسمية ومباشرة بين التحالف وجماعة الحوثي !
الاول برس – خاص:
أصدرت الامم المتحدة اعلانا مفاجئا، يتحدث عن رعايتها عقد اول جلسة مفاوضات عسكرية مباشرة ورسمية بين جماعة الحوثي الانقلابية والتحالف بقيادة السعودية والإمارات، منذ بدء الحرب في 26 مارس 2015م، في العاصمة الأردنية عمّان، حسب ما أعلن مكتب مبعوثها الخاص إلى اليمن.
جاء ذلك في بيان نشره المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، على الموقع الالكتروني لمكتبه، قال فيه: إن “لجنة التنسيق العسكرية للأطراف عقدت اجتماعها الأول في العاصمة الأردنية عمّان، بموجب هدنة الأمم المتحدة المعلنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد”.
مضيفا: إن “ممثلين عسكريين عن الحكومة، وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، وقيادة القوات المشتركة التابعة للتحالف عقدوا اجتماعهم الأول برئاسة المستشار العسكري للمبعوث الأممي العميد أنتوني هايورد”.
وذكر أن “النقاشات البنَّاءَة ركزت على إنشاء آلية نشطة لتنسيق الحوار والتواصل المنتظمين بهدف معالجة خفض تصعيد الأحداث التي لها أثر على المدنيين والتي تهدد بعرقلة الهدنة عن مسارها”.
موضحا أن “المُمَثلون في الاجتماع ناقشوا خيارات آلية مشتركة ستتكلف بمهمة التعامل مع الأحداث العسكرية والأمنية المثيرة للقلق وخفض تصعيدها بالسرعة المطلوبة على المستويين الإستراتيجي والعملياتي”.
ونقل بيان، مكتب المبعوث الاممي عن العميد هايورد، قوله: “من المهم أن تتوفر المساحة الحيادية للأطراف ليتمكنوا من الحديث والتفاعل فيما بينهم بصراحة وصدق واحترام وحرية، مع التركيز على الحلول”.
من جانبه، قال المبعوث الأممي هانس غروندبرغ: إن “هذا الاجتماع الذي جمع ممثلين عسكريين للأطراف وجهاً لوجه منذ وقت طويل يأتي لمناقشة سُبُلَ لتحسين الحوار والتواصل بين الأطراف”. حسب تعبيره.
مضيفا: “وهو خطوة في غاية الأهمية نحو بناء الثقة ودعم العملية السياسية”. وأردف: “على الأطراف أن تستمر بانتهاج هذه الخطوات الإيجابية بتأكيدها على استمرار عمل لجنة التنسيق هذه”. وحسب البيان، “وافق الممثلون على عقد اجتماع لاحق للمتابعة”.
وتقود السعودية، منذ 26 مارس 2015، تحالفا عسكريا يضم دولا عدة أبرزها الامارات ويحظى بدعم لوجستي امريكي وبريطاني، لاستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال وغرب اليمن، سيطر عليها الحوثيون أواخر العام 2014. تركزت عملياته منذ الليلة الاولى لعاصفة الحزم التي اطلقها التحالف في تنفيذ عشرات الالاف من الغارات الجوية في عموم اليمن.
استهدفت غارات طيران التحالف ما يسميه “مواقع عسكرية ومخازن اسلحة ومنصات صواريخ وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين” في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرتهم، لكنها تسببت في مقتل وإصابة قرابة 60 ألف يمني مدني معظمهم من الاطفال والنساء وتدمير مرافق مدنية وخدمية، علاوة على نزوح قرابة اربعة ملايين يمني من قراهم ومدنهم داخل اليمن، هروبا من تداعيات الغارات الجوية والحرب.
ومن جهتهم، ظل الحوثيون، ينفذون هجمات جوية بطائرات مُسيرة وصواريخ باليستية وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن وأراضي المملكة، وقواعد عسكرية ومطارات ومنشآت اقتصادية سعودية أبرزها شركة ارامكو النفطية، العملاقة، ومنشآتها في مختلف ارجاء المملكة. مبررين هجماتهم بما يسمونه “حق الرد الطبيعي والمشروع على غارات التحالف واحتجازه سفن المشتقات النفطية”.
حسب إعلان صادر عن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، فإن “المليشيات الحوثية أطلقت على المملكة حتى الاثنين 21 يونيو 2020، 372 صاروخاً باليستياً، و659 طائرة من دون طيار، وأكثر من 96 ألف مقذوفا على الحدود، واستهدفوا البحرية بأكثر من 75 زورقاً مفخخاً”. يضاف إليه هجمات كثيفة اعلن حصرها قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق مطلق الأزيمع، مطلع فبراير 2022م.
وقال الفريق مطلق الأزيمع: أن “المليشيا الحوثية خلال (16) شهراً منذ اعلان التحالف وقف هجماته الجوية في سبتمبر 2020م، أطلقت على المملكة 109 صواريخ باليستية و414 طائرة مسيرة، 52 زورقا مفخخا وزرع 110 الغام بحرية، استهدفت مطارات أبها ونجران ومطار الملك عبدالله بجازان، ومحطات تحلية المياه المالحة وخزانات أرامكو السعودية ومنشآت حيوية مدنية في مدينتي الرياض والدمام”.
وفقا لتقارير دولية، فإن الحرب المتواصلة للسنة الثامنة، لم تحقق اهدافها المعلنة والمتمثلة في “انهاء الانقلاب الحوثي وإعادة الشرعية ممثلة بالرئيس هادي للعاصمة صنعاء”، بقدر ما دمرت البنية التحتية في البلاد وتسببت بمقتل وجرح 300 الف يمني وتشريد 4 ملايين نازحين داخليا، ونشرت مليشيات متمردة على الشرعية جنوبي وغربي البلاد” في اشارة لمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي وطارق عفاش.
وتؤكد تقارير الامم المتحدة أن الحرب في اليمن أدت إلى “أسوأ ازمة انسانية في العالم” جراء “انهيار القطاعات الخدمية واتساع دائرة الفقر لتشمل 75% من اليمنيين (25 مليون) تتهددهم المجاعة و16 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الاغاثية للبقاء احياء، بفعل توقف الرواتب وانهيار الاقتصاد والعملة المحلية وارتفاع اسعار السلع الغذائية والمواد التموينية والخدمات بمقدار خمسة اضعاف ما كانت عليه”.
لكن هجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة على منشآت النفط في كل من ابوظبي ودبي مطلع العام الجاري، ثم الهجوم الواسع على خزانات النفط في الرياض وجدة وجيزان وخميس مشيط وابها؛ استطاعت انتزاع استجابة التحالف بقيادة السعودية والامارات لعرض الحوثيين وقفا متبادلا للهجمات الجوية ووقفا لإطلاق النار في اليمن والحدود، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وتبادلا للأسرى.
يشار إلى أن الامم المتحدة اعلنت مطلع ابريل الفائت توصل اطراف الحرب لاتفاق هدنة انسانية لمدة شهرين قابلة للتجديد، تشمل وقفا لإطلاق النار والهجمات الجوية، وفتحا جزئي لميناء الحديدة امام 18 سفينة وقود، ومطار صنعاء أمام رحلتين تجاريتين اسبوعيتين، وفتح الطرقات بين المحافظات ومنافذ المدن، وتبادلا للأسرى، وتهيئة لاستئناف المفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، بمشاركة جميع الاطراف.