أخبار اليمن

ورد للتو .. التعاون الخليجي يعلن رسميا القادة المشاركين في قمة جدة و”بن مبارك” يحسم جدل حضور العليمي

الاول برس – خاص:

أعلن مجلس تعاون دول الخليج العربية، رسميا، اسماء قادة الدول المشاركين في قمة جدة التي يحضرها الرئيس الامريكي جوزيف بايدن، اليوم السبت في مدينة جدة السعودية على ساحل البحر الاحمر، فيما حسم وزير الخارجية اليمني الدكتور احمد بن مبارك الجدل الدائر بشأن حضور رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي اجتماع القمة.

ونقلت قناة “الاخبارية” السعودية عن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج نايف الحجرف قوله: إن قمة جدة للأمن والتنمية، تنطلق أعمالها بمدينة جدة يوم السبت بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج، والمملكة الأردنية الهاشمية، ومصر، والعراق، ورئيس الولايات المتحدة الامريكية جوزيف بايدن.

مضيفا: إن هذه القمة تمثل منصة إقليمية ودولية لتناول ملفات الأمن وتحدياته ومجالات التنمية وتطلعاتها ولتكامل الجهود نحو تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، لاسيما في ظل ما تشهده من تحديات متسارعة وعلى المستويات والمجالات كافة”. ولم يشير الحجرف إلى مشاركة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، في القمة المرتقبة.

من جانبه، حسم وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها، الدكتور احمد عوض بن مبارك، الجدل المثار بشأن حضور الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي اجتماعات قمة جدة للأمن والتنمية، من عدمه، نافيا ضمنيا مشاركة الرئيس العليمي في القمة، رغم تأكيد المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ تربع ملف الحرب في اليمن أولويات المباحثات.

ونفى الدكتور مبارك في مقابلة مع صحفية “الشرق الأوسط” السعودية، ضمنيا مشاركة أي وفد يمني رسمي في القمة المرتقبة بمدينة جدة، لقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست وكل من مصر والاردن، وبحضور الرئيس الامريكي جوزيف بايدن. مؤكدا “ثقة اليمن بأن السعودية وبقية دول الخليج ستحمل الملف اليمني وتضعه دائماً في أولويات القمة وأن المصير المشترك يحتم ذلك”.

في السياق، اثار استبعاد اليمن من اعمال قمة الامن والتنمية، رغم ارتباط جدول اعمالها بملف اليمن وتعقيدات الحرب المتواصلة فيه وتداعياتها على مختلف المستويات في اليمن ومحيطه، موجة استياء بين اوساط السياسيين والمراقبين للشأن اليمني، معتبرين أن هذا الاستبعاد “يعزز اصرار السعودية على ممارسة الوصاية على اليمن في التخاطب مع العالم بشان اليمن، كما كان بعهد هادي”.

وعلق مدير عام قناة “بلقيس” الفضائية منتقدا هذا الاستبعاد بتغريدة على منصة “تويتر” حادة اللهجة، قائلا: “محمد بن سلمان يرفض مقابلة العليمي ويشتونا نصدق ان بايدن بيقابله.. تم استثناء اليمن من الدعوة للمشاركة في القمة التي ستضم بايدن وقادة الخليج زائد رئيس وزراء العراق وملك الاردن والرئيس المصري لان السعودية لا تعترف اصلا باهمية المجلس الرئاسي الذي عينته في ابريل الماضي بدلا عن هادي”.

مضيفا في تغريدة ثانية: “استقبل محمد بن سلمان رئيس وزراء العراق المدعوم من طهران بالاحضان فيما يرفض حتى مقابلة رشاد العليمي الذي نصبه هو في رئاسة المجلس الرئاسي”. وأردف في تغريدة ثالثة: “ايش مع العليمي في جده وهو غير مدعو للقمة يبدو ان الذي استدعاه هو السفير محمد ال جابر .. اما اليمن فهي ساحة للصراع الاقليمي ونخبها مجرد ادوات رخيصة لتدمير اليمن”.

بدوره، علق المخرج التلفزيوني والمسرحي المشهور، فهد القرني، قائلا: إن “استثناء حضور اليمن في القمه الخليجيه الامريكيه رغم حضور مصر والاردن والعراق خطأ جديد للاشقاء في التحالف يكرس اضعاف وتهميش الشرعيه اليمنيه ، كيف تناقشون القضيه اليمنيه بغياب اليمنيين ، على اليمنيين الرهان على انفسهم وجيشهم ومقاومتهم والكف عن رهن مصير اليمن بيد غباء الاخرين”.

واختتمت المباحثات السعودية الامريكية، المنعقدة الجمعة، في مدينة جدة، بين الرئيس الامريكي جوزيف بايدين والوفد المرافق له، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان واعضاء مجلس الوزراء السعودي، بإصدار اعلان مشترك عن تمديد الهدنة المعلنة في اليمن وتحويلها إلى اتفاق سلام دائم، وفق شروط رئيسة، تضمنها بيان مشترك صدر قبل لحظات. مع الترحيب بتشكيل القوى العسكرية البحرية المشتركة لتأمين أمن مضيق باب المندب والتعاون المشترك في تأمين الملاحة في البحر الاحمر.

أكد الجانبان “دعمهما الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة، وأهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم. وأعرب الرئيس بايدن عن تقديره لدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في تحقيق الهدنة وتجديدها”. ونوها “بتشجيع الرياض وواشنطن “جميع الجهات الإقليمية الفاعلة على تقديم الدعم الكامل للهدنة التي نتج عنها أطول فترة من السلام في اليمن خلال الستة أعوام الماضية”.

وحسب البيان السعودي الامريكي المشترك، الذي بثته وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) فقد “شدد الجانبان على هدفهما المعلن منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب في اليمن، داعين المجتمع الدولي لاتخاذ موقف موحد يطالب الحوثيين بالعودة إلى محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة، بناءً على المرجعيات الثلاث بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2216 الصادر في عام 2015م، حيث أن الاتفاق السياسي بين الأطراف اليمنية هو الكفيل بحل النزاع بشكل دائم وعكس مسار الأزمة الإنسانية البالغة”.

شدد الجانبان على “ضرورة إزالة جميع العوائق أمام تدفق السلع الأساسية وإيصال المساعدات داخل اليمن، وأهمية قيام الحوثيين بفتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى تعز – ثالث أكبر مدينة في اليمن والتي تخضع لظروف الحصار منذ عام 2015”. وأكدا “دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، معبرين عن شكرهما للمجلس على التزامه بالهدنة والخطوات التي أسهمت في تحسين حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسهيل استيراد الوقود واستئناف الرحلات الجوية من صنعاء”.

لكن المملكة العربية السعودية في حين “رحبت بدعم الولايات المتحدة للهدنة ومساهمتها في الجهود المبذولة للدفع بالعملية السياسية في اليمن”، فإن الجانبين عرجا توقفا عند “التدخل الايراني”، و”شدد الجانبان على ضرورة ردع التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكدين على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي”. حسب ما أورده البيان المشترك للمباحثات السعودية الامريكية.

وفي المقابل، أكد الرئيس الامريكي جوزيف بايدن على ما سبق ان سربته وسائل اعلام امريكية واخرى تابعة للكيان الاسرائيلي بشأن تحالف عسكري اقليمي دفاعي يضم السعودية والامارات ودول الخليج ومصر والاردن، ضد ايران وصواريخها وطائراتها المسيرة، وجاء في البيان “اكد الرئيس بايدن على التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية”.

كما أكد “الجانبان أهمية الحفاظ على حرية حركة التجارة عبر الممرات البحرية الدولية الاستراتيجية، ولا سيما باب المندب ومضيق هرمز، ورحبا بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثا للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، وزيادة ردع التهريب غير الشرعي إلى اليمن. كما رحب الجانبان بتولي المملكة العربية السعودية قيادة قوة المهام المشتركة 150 التي تعزز أهداف الأمن الملاحي المشترك في خليج عمان وشمال بحر العرب”. واشارا إلى اتفاقيات اضافية ستوقع في هذا المجال.

وقال البيان: “سعياً إلى تحسين وتسهيل تبادل المعلومات في مجال الأمن البحري، سيتم تعزيز التعاون بين القوات البحرية الملكية السعودية وقوة المهام المشتركة 153، من خلال مركز التنسيق الإقليمي المترابط والذي ستكون قيادته من مقر الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين. كما أكدت الولايات المتحدة على أهمية التعاون المتزايد بين القوات البحرية الملكية السعودية وقوة المهام 59 التابعة للأسطول الخامس الأمريكي، والتي تقود أسطولًا موسعًا متكاملاً من السفن المسيرة والمتطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الرصد والأمن البحري ودعم الأمن الإقليمي”.

كما رحب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن، في هذا السياق بـ “ترتيبات المملكة العربية السعودية بشأن خروج القوة متعددة الجنسيات والمراقبين (MFO) من جزيرة ثيران، بما في ذلك خروج القوات الأمريكية الموجودة هناك كجزء من مهمة القوة، مع الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في تلك المنطقة واستمرارها. وسيتم تطوير هذه المنطقة من البحر الأحمر لأغراض سياحية واقتصادية مما يسهم في سلام وازدهار وأمن المنطقة”. في اشارة إلى مشروع مدينة “نيوم” التي تشارك فيها شركات اسرائيلية عملاقة.

في الإطار نفسه، رحب البيان المشترك بإعلان “الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة أنه تقرر فتح الأجواء لجميع الناقلات الجوية (بما فيها الخطوط الجوية التابعة للكيان الاسرائيلي) التي تستوفي متطلبات الهيئة العامة للطيران المدني لعبور أجواء المملكة. رحبت الولايات المتحدة بهذا الإعلان، الذي سيعزز التواصل الجوي العالمي ويساعد في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا”. معتبرا أنه “قرار تاريخي يمثل بداية لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية واسرائيل”.

وبشأن القضية الفلسطية “أكد الجانبان التزامهما الدائم بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبما يتفق مع الأطر المقرة دولياً ومبادرة السلام العربية. وأشار القادة إلى عزمهم علـى تنسيق الجهود بشكل وثيق ومستمر لتشجيع الأطراف على إظهار التزامها بحل الدولتين من خلال السياسات والإجراءات. ورحبت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بكافة الجهود التي تسهم في الوصول إلى سلام عادل وشامل في المنطقة”.

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى